التغيير الديمغرافي في مناطق الحوثي.. احتلال ما بعد الحرب

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 16:14:00
التغيير الديمغرافي في مناطق الحوثي.. احتلال ما بعد الحرب

يعتبر "التوطين" أحد أهم الأسلحة في قبضة الحوثيين، تحاول المليشيات من خلاله تعزيز سيطرتها على المناطق الخاضعة لها، وذلك عبر تغيير ديمغرافي، يخدم الأجندة الإيرانية في المقام الأول.

المخطط الحوثي القائم على هذا التغيير السكاني، أسفر عن رفع أجور الشقق السكنية المستأجرة في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات بنسبة 400%، في ظل عمليات التوطين التي تقوم بها المليشيات لعناصرها وإتباعها القادمين من كهوف صعدة إلى هذه المناطق.

عمليات التوطين الحوثية أسفرت، وفقًا لمصادر مطلعة، عن ارتفاع إيجارات الشقق السكنية بشكل جنوني، ما فاق قدرة المستأجرين العاديين على سداد المبالغ المترتبة عليهم في ظل نهب رواتبهم من قبل مليشيا الحوثي وانعدام فرص العمل.

المصادر قالت إنّ التدفق المستمر لعناصر المليشيات إلى هذه المدن أدّى إلى قلة العرض في الشقق السكنية وارتفاع الطلب وهو ما دفع المؤجرين إلى رفع سقف المبالغ المستحقة بشكل كبير دون أن تضع المليشيات حدًا لذلك كونها المستفيدة من فرض الجبايات والضرائب على المؤجرين أنفسهم.

وفيما يتعلق بالتغيير الديمغرافي الحوثي، فإنّ التهجير القسري يعتبر من أخطر أشكال هذا التغيير منذ عمليات التهجير في صعدة ودماج، ومرورًا بمثيلاتها في عمران وتعز، وما يحدث من تهجير وملاحقة للمعارضين في مناطق سيطرتهم، يؤكد أنه محاولة حوثية لتجريف التغيير الديموغرافي.

وارتكبت المليشيات الحوثية انتهاكات عديدة لما ورد في الفقرة 79 من إعلان ديربان، حيث تقوم بتهجير السكان من منازلهم ومدنهم بسبب الاختلاف تكريسًا للعنصرية، كما تعمد المليشيات إلى ارتكاب جرائم إبادة وتطهير وتهجير، مبنية منهجيًّا على أسس عرقية ومذهبية.

هذه السيطرة الديمغرافية الحوثية يمكن القول إنّها تضمن للمليشيات الحوثية نفوذًا وسيطرة في مناطق مهمة، حتى في مرحلة ما بعد الحرب، ما يُمكِّن الانقلابيين من استغلال هذا الأمر لصالحهم على صعيد واسع.

ومع مطلع عام 2014، كان الحوثيون يقدمون على ارتكاب سلسلة من جرائم التهجير القسري بحق أبناء دماج في صعدة، ومعهم المئات من طلاب العلم، وحسب الإحصاءات فإن 15 ألف شخص أرغموا على مغادرة منازلهم ومزارعهم تحت وطأة القصف والحصار الذي فرضه عليهم الحوثيون لقرابة مئة يوم على منطقة دماج في المحافظة.

ووصل الحوثيون إلى محافظة عمران منتصف العام 2014 لتصل معهم جرائم التهجير القسري، فهجرت المليشيات عشرات الآلاف من السكان من مختلف المديريات، والآلاف من الأسر أصبحت تبحث عن مأوى، ووصلت جرائم الحوثيين إلى مختلف المحافظات التي وصلت إليها مليشياتهم.