الجريمة الحوثية الكاملة.. نشرٌ للوباء ومنعٌ لمكافحته

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 19:40:41
الجريمة الحوثية الكاملة.. نشرٌ للوباء ومنعٌ لمكافحته

لم تكتفِ المليشيات الحوثية بنشر الأوبئة القاتلة التي نالت من أجساد ملايين المدنيين، لكنّها عمدت كذلك إلى إعاقة توزيع الأدوية التي تكافحها.

ففي محافظة الحديدة، منعت مليشيا الحوثي عددًا من المبادرات الطبية من المنظمات لإغاثة مرضى حمى الضنك في مناطق محافظة الحديدة وخصوصا مديرية الجراحي.

وقال مصدرٌ عاملٌ في إحدى المنظمات في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إنَّ عددًا من المنظمات تقدَّمت بمشروعات لإنقاذ المرضى في مناطق الحديدة جراء تفشي مرض حمى الضنك , وعرضت إرسال أدوية وفرق طبية, غير أنَّ مليشيا الحوثي طلبت دراسة تلك المشروعات عبر ما يسمى المجلس الأعلى لتنسيق الشئون الإنسانية.

وأضاف المصدر أنّ المنظمات تنتظر رد مليشيا الحوثي من ما يسمى المجلس الأعلى منذ أكثر من شهر, موضحًا أنّ المجلس الحوثي يبرر أنّه لم يبت بعد في هذه المشروعات.

على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، تسبَّبت المليشيات الحوثية في تفشي كثيرٍ من الأمراض، في ظل بيئة صحية متدنية للغاية.

وأمس الثلاثاء، كشفت مصادر محلية عن تفشي حمى الضنك في عدد من مديريات محافظة البيضاء، لا سيّما أنّ شخصًا توفي جرَّاء إصابته بالمرض.

وقالت المصادر إنّ السلطات الصحية سجَّلت حالة وفاة لطفلة خلال الأيام القليلة الماضية فيما تم رصد أكثر من 30حالة إصابة مؤكدة بحمى الضنك في مديرية ناطع، موضحةً أنَّ أعداد المصابين بالمرض يشهد تناميًّا لا سيّما بعد أن أبلغت السلطات المحلية في عزلة مسور عن تسجيل حالات.

وحمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة البعوض، وتنتشر غالبًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهي سريعة الانتشار خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والضواحي والمناطق الريفية.

وقبل أيام، كشف تقرير دولي حديث حجم المأساة الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية، حيث قال برنامج الأغذية العالمي إنّ أكثر من 40٪ من الأسر فقدت مصدر دخلها الأساسي وتجد صعوبة متزايدة في شراء الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية، وأنّ أكثر من ثلث الأسر تعاني من عدم كفاية استهلاك الغذاء.

وأضاف أنّ ما يقرب من 16 مليون شخص يعانون من انعدام أمن غذائي حاد، وأكثر من 20 مليونًا في حاجة إلى إجراء عاجل بما يتعلق بالمساعدات الغذائية الإنسانية.

وأكد البرنامج أنّ تكاليف المعيشة تضاعفت أربعة أضعاف منذ عام 2015، بينما انخفضت الوظائف إلى النصف تقريبًا، ورغم أنّ الطعام متاحٌ لكنّ غالبية السكان لا يمكنهم شراؤه، كما أنّ حوالي 3,2 مليون شخص يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم مليونا طفل دون سنّ الخامسة.