(خرف)وطنيتهم..!
ياسر الأعسم
المزيدكل مرة نلتفت خلفنا يولد دخلنا احساس بالقهر،ورغبة بالبصق على تلك الوجوه التي أدمنت الرقص على جروحنا سنوات طويلة،وتحاول شد تجاعيدها السياسية المترهلة على حساب أحلامنا،ومازلوا يطعنوننا حتى وهم في أرذل العمر ،وذروة(خرفهم)!..
خمسون عاما على ثورتنا الأولى ،ومازلنا نشعر بأننا في البداية!..نفس الصور، يخرجون من الشرخ الضيق ،ويعودون من الباب الكبير،لا هم ماتوا ،ولا هم تابوا أو اعتزلوا،وأكثرهم عاجزون عن التحليق،ويردوننا أن نزحف خلفهم!..
نهرش (مخنا)،ونعض شفائفنا كل صباح ،ونسأل أنفسنا..أي ذنوب ارتكبها الجنوب ،وشعبه حتى يسلط علينا هؤلاء من المهد إلى اللحد؟!..فمنذ ميلادنا ،ومخاض الجنوب لم ينته،ومصيرنا على المحك ..أعتكفنا بمحراب حزبهم ،وأقتبسنا من نبراس فكرهم ،وتوسدت شعاراهم أجفاننا ،ومنجزاتهم مناهجنا ،وأكتشفنا -بعد أن صفروا أعمارنا ،وأحلامنا- بأن حرثهم بور..وعندما افلسوا ،ادخلوا ماتبقى من دولة الكادحين جحر(الحمار)،وفروا هاربين ،ولا واحد منهم ترك السلطة بإرادته،وتنحى بشرفه!..
نلجم أفواهنا ،ونصنع على عيوننا عشاؤة،حتى لا نراهم (أبلسة)،ولكن مصيبتنا بهم كبيرة ،فهم يتصورون أن نضالهم (خطر أحمر )،ووطنيتهم مقدسة ،ويودون لو يخلدون على أعناقنا،وربما على جثثنا،ونعوشنا!.. لن نخونهم ،ولكن إن حاسبنا كل الذين (ينهقون)باسم شعبهم العظيم ،لن نجد أكثرهم ابرياء!..
خرج (باعوم)من صمته الأخياري،ويرى بعضنا أنه لم ينطق كفراً ،و معظمهم لا يدفعم إيمانهم بمواقفه ،وإنما سخطاً على الواقع..قد يكون الأطار جميلاً،ولكن الصورة مجروحة ،ومشوهة..ونعتقد أنها حفلة (زار) سياسي،و(العجوز)ليس أكثر من راقص على مزمارها ،وتحركه خيوط لا تخفى على ساذج ،وإذا كان يعتقد أن(بخور)بيانه سيبعث روح نضاله من جديد ،فهو واهم،فرائحة دخانه تزكم أنوفنا،وضمائرنا.
لا نملك صكوك الوطنية أو نختار لونها ،ومقاسها بعواطفنا ،وأمانينا ،ونبصم بالعشرة على نضاله في السنوات الأخيرة ..ولسنا مضطرين أن ننظر خلفنا،فماضي معظم (رموزنا)ليس ناصعا ،ولكننا نعتقد بأن ذكاءه ،وربما (خرفه)خانه..فجنوب بعد(2015)ليس كقبله.
حاربنا من أجل كرامتنا ،وليس من أجل (زعامتهم)..ونقسم بأن كثير ممن يحفون بموكبه ،ويلوحون له ،يعلمون بأننا دفعنا قيمة بنادقنا ،ورصاصنا من قوت اطفالنا ،ومن ذهب حرائرنا ،ولم نتسول النصر،ولكننا دفعنا ثمنه باهضاً ،ولا نسألهم،وأبناءهم أن يحاربوا معنا،ولكن يخجلوا ،ويخرسوا احتراماً لشهدئنا ،ودموع أمهاتنا.
طز بمواقفكم ..فدماؤنا أشرف من أن تغسل وجوهكم ،وأقدامنا الحافية أطهر من جبين نضالكم..تلعلعون ،ويسيل لعابكم السياسي على كل منصة ،و لم نسمعكم تدينون الإنفجارات التي زلزلت مضاجعنا أو تترحموا على الشهداء الذين سقطوا دون ذنب أرتكبوه.