مليشيا الموت.. جرس إنذار خليجي قبل تفاقم الإرهاب الملاحي الحوثي

الخميس 12 ديسمبر 2019 00:47:00
مليشيا الموت.. جرس إنذار خليجي قبل تفاقم الإرهاب الملاحي الحوثي

في دورتها الـ40، دقَّت قمة مجلس التعاون الخليجي جرس إنذار جديدًا بشأن استمرار الدعم الإيراني المسلح للمليشيات الحوثية، وما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار محليًّا ودوليًّا.

البيان الختامي للقمة قال إنّ استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية لمليشيا الحوثي يبقي عصب الاقتصاد العالمي "إمدادات النفط السعودية" في خطر، كما يُمثّل تهديدًا حقيقيًّا للأمن الإقليمي والدولي.

وشدَّد البيان على ضرورة منع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى المليشيات الحوثية، على اعتبار أنّ ذلك يُهدِّد حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

هذا التحذير الخليجي جاء بُعيد تهديدات أطلقتها المليشيات الحوثية، حول تنفيذ ضربات وهجمات في البحر الأحمر، وقالت إنّها "تمتلك بنك أهداف بحرية وأسلحة ومنظومات متطورة".

التهديدات الحوثية جاءت بعد مرور شهر على بدء عمليات تحالف "سانتينيل" الدولي، لحماية الملاحة في الشرق الأوسط، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تمّ إطلاقه، رسميًّا من مقره الرئيسي في البحرين في السابع من نوفمبر الماضي.

ويمكن القول إنّ الدعم الإيراني للحوثيين مكّن المليشيات من إطالة أمد الأزمة بالشكل الراهن، حيث تواصل طهران تهريب الأسلحة عبر موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى التي تسيطر عليها المليشيات في الساحل الغربي.

وتستخدم إيران، المليشيات الحوثية في حروب بالوكالة تستهدف إنهاك خصومها، عبر حرب عبثية في اليمن.

وكثرت المخاوف من الهجمات الإرهابية لمليشيا الحوثي على خطوط الإمداد الرئيسية على طول البحر الأحمر، آخرها عملية "سطو وخطف" بجنوب البحر الحمر، بحق سفينتين كوريتين جنوبيتين، في نهاية أكتوبر الماضي.

وأكد خبراء الأمم المتحدة المعنيون بمراقبة العقوبات في اليمن في تقرير حديث، أنَّ تهديد النقل التجاري ازداد مع تطوير قوات الحوثي ونشر أسلحة متطورة مثل القذائف الانسيابية المضادة للسفن والأجهزة المحمولة بالعبوات المحمولة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.

وعلى غير العادة، وبعدما دأبت على نفي ذلك، اعترفت طهران بدعم الحوثيين، حيث صرّح رئيس الأركان الإيراني محمد باقري بأنّ الحرس الثوري يقدم خدمات استشارية لميليشيا الحوثي.

باقري حاول أن ينأى بإيران عن مسؤولية إرسال الصواريخ والأسلحة إلى الحوثيين الذين تدعمهم طهران قائلاً إنّ اليمن محاصَر وكل الطرق إليه مسدودة، إلا أنّه عاد مرة أخرى لينكر إرسال إيران أسلحة إلى الحوثيين، واصفًا تلك المعلومات بـ"الكاذبة"، لكنه في الوقت نفسه قال إن بلاده تقدم الدعم الاستشاري والفكري للمليشيات.

وأضاف أنّ مسؤول القيام بذلك هو الحرس الثوري، فيما لم يوضح طبيعة الدعم الاستشاري والفكري (الآيديولوجي) للحوثيين، لكن إيران استخدمت في السنوات السابقة تسمية "الاستشاري" لوصف قوات فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري والميليشيات المسلحة التي تحظى بدعم لوجيستي من إيران.

ويبدو أنّ إيران أرادت بهذا الاعتراف الملفت، التأكيد على دعمها للمليشيات، ما يشي باستمرار الوضع المعقد للأزمة في اليمن لفترة أطول، من خلال تصعيد عسكري مستمر يُقدِم عليه الحوثيين، معتمدين على دعم لا محدود مُقدّم من إيران.

وقال تقريرٌ لمنظمة مشروع تقييم القدرات السويسرية، إنّه إلى جانب الدعم السياسي القوي الذي تقدمه إيران لمليشيا الحوثي، وفرت طهران الدعم المالي والفني والتقني للانقلابيين.