أبو اليمامة.. أسد الجنوب الذي افترس الحوثيين وأرعب الإخوان

الخميس 12 ديسمبر 2019 14:09:10
"أبو اليمامة".. أسد الجنوب الذي افترس الحوثيين وأرعب الإخوان

100 يوم كاملة مرّت على تأبين العميد منير محمود اليافعي "أبو اليمامة" قائد ألوية الدعم والإسناد، الشهيد الذي كرَّس حياته دفاعًا عن أرضه ووطنه، أسد الجنوب الذي واجه الإرهاب بشقيه داعش والقاعدة، والانقلاب الحوثي.

ففي أول أغسطس الماضي، تعرُّضت العاصمة عدن لهجوم إرهابي مزدوج، أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، على رأسهم القائد البارز منير اليافعي "أبو اليمامة".

كان العميد "اليافعي"، يشرف على عرض عسكري، منذ الساعات الأولى في ذلك اليوم، قبيل انطلاق الوحدات القتالية إلى جبهات المواجهة ضد الحوثيين شمالي الضالع وتخوم محافظة تعز، وقد حرص العميد اليافعي على إتمام كافة تجهيزات الحفل، وذلك قبل بدء الهجوم الحوثي الذي استهدف منصة كانت تضم عددًا من القيادات الجنوبية البارزة.

وسقط الصاروخ الحوثي سقط خلف المنصة، لكن شظاياه أسفرت عن استشهاد عدد من أفراد لواء الدعم والإسناد بقوات الحزام الأمني، على رأسهم القائد، منير اليافعي.

اليافعي وُلد بمديرية يافع بمحافظة لحج في عام 1974، وترعرع في المؤسسة العسكرية باكرا، حيث انخرط الشاب المولود في مديرية يافع بمحافظة لحج عام 1974 في صفوف القوات المسلحة وهو بسن الـ17.

وشارك "أبو اليمامة" في معارك عديدة أبرزها تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية في العام 2015، وكذلك شارك في تحرير المحفد من تنظيم القاعدة في العام 2018، كما قاد العديد من عمليات إلقاء القبض على العناصر الإرهابية في العاصمة عدن، وقد نجا من عدة محاولات اغتيال سابقة.

وفيما شكّلت معركة دحر مليشيا الحوثي الانقلابية من العاصمة عدن منتصف 2015، تحولاً مفصليًّا في حياة العميد اليافعي، حيث قاد بعدها ألوية الدعم والإسناد المدعومة من التحالف العربي.

ولم يتوقف دور ألوية الدعم والإسناد على فرض الاستقرار في عدن، حيث تقدم الشهيد "اليافعي"، صفوف المعركة ضد تنظيم القاعدة في محافظة أبين، وتحديدا في جبال المحفد.

استشهاد اليافعي بقدر ما مثّل فاجعة جنوبية حادة، فقد كان كاشفًا لعنصرية ووجهًا إرهابيًا حادًا لحزب الإصلاح الإخواني، بعدما أظهرت كتائبه الإلكترونية شماتة كبيرة في ارتقاء الشهيد أبو اليمامة.

وبُعيد استشهاد اليافعي، عجَّت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لكتائب مليشياوية إلكترونية لحزب الإصلاح بعبارات لم تخلُ من الشماتة الفجة في ارتقاء هذا البطل الهُمام، ويرجع ذلك إلى أنّ هذا القائد الجنوبي كان دائماً ما يفضح إرهاب "الإصلاح" وأجنداته المكتظة بالعنف والتطرف.

وكان "أبو اليمامة" كان قد أعلن صراحةً وقوفه ضد حزب الإصلاح الإخواني، وعمد إلى فضح جرائمهم الإرهابية على مدار الفترات الماضية، وهو ما صنع كراهيةً في قلوب عناصر "الإصلاح" من هذا البطل الشهيد.

ففي مايو الماضي، ظهر العميد اليافعي في مقابلة تلفزيونية، أكَّد خلالها ألوية تأسّست بعد أن استفحلت جرائم عصابات القاعدة وداعش ومهرّبي الأسلحة والمخدرات المدعومة من قوى متنفذة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وذراعها اليمنية حزب الإصلاح.

كما ردَّ آنذاك على دعوات أطلقها نشطاء من "الإصلاح" طالبوا خلالها بضم الحزام الأمني وإخضاعه لقيادة وزارة الدفاع قائلا: "هذه دعوة للإنضمام إلى 70% النائمين في منازلهم بحسب إفادة وزير دفاع وزير الشرعية اليمنية شخصيا ، ولن نقبل أن نكون جزءا من المتخاذلين".

هذه التصريحات وغيرها كثيرٌ، كانت كافيةً أن تملأ قلوب "الإصلاح" كراهية من القائد الأمني الجنوبي البارز، وأن يتحوَّل هذا إلى شماتة خسيسة عند ارتقائه واستشهاده.