الحرب الحوثية من منظور مجلس الأمن.. من أين هذا التفاؤل؟
عندما يُعبِّر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن تفاؤله بشأن الأزمة اليمنية والحرب الدائرة منذ صيف 2014، سيُحلِّق سربٌ من الأسئلة في فضاءٍ واسع، من أين هذا التفاؤل، وما الذي حدث على الأرض أو حتى في دهاليز السياسة قاد إلى هذا الشعور العام.
مدعى ذلك ما عبَّر عنه أعضاءٌ في مجلس الأمن حول شعورهم بالتفاؤل بشأن ما قالوا إنّه "تقدم محرز لخفض التوتر في اليمن".
وعقد مجلس الأمن اجتماعًا مغلقًا، تمّ خلاله الاستماع إلى ثلاث إفادات من كل من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، ووكيل الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك، ورئيس لجنة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار (أونمها) أبهيجيت جوها.
وبعد الاجتماع، أعلنت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي، المندوبة الأمريكية البديلة لدى الأمم المتحدة السفيرة شيريث نورمان شاليه، بأنَّ أعضاء المجلس وافقوا بالإجماع على توفير الدعم الكامل للمبعوث الدولي في جهوده بالعملية السياسية، موضحةً أنّهم لاحظوا بعض التطورات الإيجابية على رغم استمرار التحديات، وعبّروا عن قلقهم من تقييد حرية حركة العاملين في "أونمها"، وغيرهم من موظفي الأمم المتحدة، مطالبين بإزالة هذه القيود.
وفيما تسود هذه النظرة المتفائلة، فلا يُعرف من أين ذلك الأمر، لا سيّما أنّ تغييرًا جذريًّا في الأزمة والتعامل معها لم يحدث إلى الآن، إذ تواصل المليشيات الحوثية جرائمها وانتهاكاتها، أسقطت كثيرًا من الضحايا، بين قتيل وجريح ومريض ومعتقل ومُجهّر.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية، ارتكبت المليشيات الحوثية 98 ألفًا و628 انتهاكًا ضد المدنيين منذ أن أشعلت حربها العبثية قبل خمس سنوات، وتمّ رصد 14 ألفًا و222 حالة قتل طالت المدنيين في مناطق مختلفة، بينهم 618 امرأة و974 طفلاً.
كما تسبَّبت الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية في مقتل 646 مدنيًّا، بينهم 123 طفلاً و157 امرأة، فيما بلغ عدد المختطفين والمختفين قسرًا من المدنيين 12 ألفًا و636 مختطفًا ومخفيًّا.
اللافت أنَّ الحديث الأممي عن تفاؤل بشأن تقدم في خفض التوتر يتزامن مع مرور عام كامل على توقيع اتفاق السويد بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية الذي وُقِّع في ديسمبر من العام الماضي، وقد ارتكب الحوثيون أكثر من 13 ألف خرق لبنوده.
وعلى الرغم من عديد التقارير الدولية التي وجَّهت للمليشيات الحوثية بشأن ارتكابها جرائم مروعة وصلت إلى حد جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، إلا أنّ هذا التعامل الأممي ظلَّ يوصف بأنّه "حبرٌ على ورق"، إذ لم يتخذ المجتمع الدولي أي إجراءات من شأنها وقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.