الحوثيون والـ100 ألف انتهاك.. بشرٌ يُذبحون وعالمٌ صامت
أيقنت المليشيات الحوثية، وهي ترتكب عديد الجرائم والانتهاكات على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، أنّ مجتمعًا دوليًّا سيدعم تلك الجرائم بصمته القاتل، فتمادت وتوسَّعت قتلًا وفتكًا وإرهابًا.
وعلى الرغم من عديد التقارير الدولية التي فضحت الجرائم التي ارتكبها الحوثيون، إلا أنّ ذلك لم يكن كافيًّا لأن يتوقف إرهاب المليشيات، لأنّ هذه التقارير اقتصرت على كلمات تحمل مجرد اتهامات لكنَّها لم تحمل إجراءات يمكن أن تردع هذا الفصيل الإرهابي.
وبحسب مصادر حقوقية، فقد ارتكبت المليشيات الحوثية 98 ألفًا و628 انتهاكًا ضد المدنيين منذ أن أشعلت حربها العبثية قبل خمس سنوات.
وقالت المصادر إنّه تمّ رصد 14 ألفًا و222 حالة قتل طالت المدنيين في مناطق مختلفة، بينهم 618 امرأة و974 طفلاً.
كما تسبَّبت الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية في مقتل 646 مدنيًّا، بينهم 123 طفلاً و157 امرأة، فيما بلغ عدد المختطفين والمختفين قسرًا من المدنيين 12 ألفًا و636 مختطفًا ومخفيًّا.
وفي ظل حربٍ تلك التي تدور رحاها منذ 2014، فإنّه من المؤكّد أنّ ضحايا الجرائم التي ارتكبتها المليشيات ربما تتخطى هذه الأرقام بكثير، لا سيّما أن ضحايا كثيرين يسقطون دون أن يُعلم عن أمرهم شيء.
كل هذه الجرائم المأساوية تحدث في ظل تقاعس أممي منقطع النظير فيما يتعلق بمعاقبة المليشيات الحوثية على جرائمها وإلزامها على وقف هذه الانتهاكات، منعًا لإراقة مزيد من الدماء.
وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ أربعة ملايين طفل وُلِدوا منذ بداية الحرب، في الوقت الذي تمّ تسجيل 51% فقط من المرافق الصحية التي ما زالت قيد العمل.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.