أهداف سياسية وأخرى أخلاقية وراء التزام الجنوب باتفاق الرياض
تحاول أبواق قطر وتركيا تأليب الرأي العام الجنوبي ضد المجلس الانتقالي في أعقاب الانتهاكات المتتالية لاتفاق الرياض، وتلعب تلك القنوات والصحف على وتر أن المجلس يصمت أمام خروقات الشرعية للاتفاق، ومحاولة الإيهام بأنه لن يستطيع الدفاع عن الأراضي الجنوبية، وهي ممارسات اعتاد الجنوب عليها من تلك الأبواق التي تسعى لتحقيق خطط إخوانية لإفشال اتفاق الرياض.
في حين أن التزام المجلس الانتقالي بالاتفاق يحمل جملة من الأهداف السياسية التي يأتي على رأسها تفويت الفرصة على محور الشر (القطري الإيراني التركي) لتجاوز اتفاق الرياض، والعودة إلى أوضاع ما قبل التوقيع عليه، إذ أن تلك الرغبة تضمن بقاء الشرعية بهيئتها الحالية، وتسمح بانفلات الأوضاع الأمنية في الجنوب مرة أخرى.
بالإضافة إلى أن المجلس الانتقالي يدرك جيداً أن إقدامه على خرق الاتفاق من جانبه سيعطي تبريرات مجانية للشرعية والتي تبحث عن أي ثغرة للتأكيد على عدم مسؤوليتها عما يجري حالياً من أحداث، وكذلك فإن التجاوب مع ممارسات الشرعية يصًعب من مهمة التحالف العربي في تنفيذ الاتفاق على الأرض ويمنع تضييق الخناق على الشرعية.
وإلى جانب الأهداف السياسية فإن هناك أسباب أخلاقية بالنسبة لأبناء الجنوب، والذين يلتزمون بالعهود والمواثيق التي وقعوا عليها طالما أن شك ولو قليل في أن الطرف الأخر قد يلتزم مرة أخرى بالاتفاق، وهو جانب أخلاقي يقوي من علاقة المجلس بالتحالف العربي.
ولعل ذلك ما دفع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزُبيدي اليوم السبت، لتوجيه أعضاء الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية بالعاصمة عدن بضرورة تعزيز العمل لإنجاح اتفاق الرياض.
وترأس الرئيس الزُبيدي اليوم اجتماعاً للهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس بالعاصمة عدن، وشدد على أن اتفاق الرياض هو المفتاح واللبنة الأولى لإنجاز الهدف الأسمى لشعب الجنوب المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، داعياً إلى مزيد من العمل الميداني وتلمس احتياجات أبناء العاصمة والعمل على توفيرها وفق ما هو متاح من امكانيات.
ونوه إلى وقوف قيادة المجلس الانتقالي مع القيادة المحلية في العاصمة، ودعمها بما يمكنها من أداء مهامها لخدمة أبناء العاصمة الذين عانوا أكثر من غيرهم في جميع المجالات.
فيما قدم أعضاء الهيئة التنفيذية للرئيس الزُبيدي شرح مفصل عن البرامج والأنشطة التي نفذتها الهيئة خلال الفترة الماضية لتطبيع الحياة في العاصمة.
وتبدي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق؛ إدراكًا منها لأهمية هذه الخطوة على صعيد ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه مسارها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المخترِق لحكومة الشرعية.
ومن جانبه جدد المجلس، الأسبوع الماض، التزامه بتنفيذ اتفاق الرياض الموقع مع حكومة الشرعية وفقا لآلياته المحددة، لكن ذلك جاء بالتوازي مع استعدادات عسكرية لمواجهة خروقات الشرعية، حيث استقبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عدد من قيادات الألوية العسكرية على رأسهم قادة اللواءين 11 صاعقة، وتدخل سريع المتمركزين بمحافظة أبين.