عام من الفشل في الحديدة.. تواطؤ غريفيث أم تجاهل دولي لليمن؟
بعد مرور عام من التوقيع على اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية والمليشيات الحوثية، لم تشهد الأوضاع في الحديدة سوى مزيداً من الفشل والتردي في كل شيء، فالاتفاق لم ينفذ منه سوى بند واحد وغير مؤثر يرتبط بنشر نقاط مراقبة مشتركة، وعملت المليشيات على أعاقة عملها، وهو ما يفرز العديد من التساؤلات حول المسؤول عن هذا الفشل؟
هناك أطراف عدة كان يتعين عليها إنجاح الاتفاق الذي جاء في وقت كانت فيه القوات المشتركة قد اقتربت من تحرير الساحل الغربي من المليشيات الحوثية، على رأس تلك الجهات الأمم المتحدة والتي لم تحرك ساكناً أمام انتهاكات الحوثي اليومية.
فيما ظل مبعوثها إلى اليمن (مارتن غريفيث) يبحث عن مبررات واهية عن تلك الانتهاكات من دون أن يتحرك لفرض عقوبات رادعة على العناصر المدعومة من إيران في عشرات الجلسات التي نظمها مجلس الأمن من أجل الاستماع إلى احاطته.
أما ثاني الأطراف التي كان يتعين عليها التحرك فهي ترتبط بالمجتمع الدولي الممثل داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعلى مدار العام الماضي لم تبدأ دول العالم بتوجيه الانتقادات للمليشيات الحوثية على انتهاكاتها سوى قبل شهرين تقريباً، وذلك على إثر الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، ولم يكن هذا التحرك سعياً من تلك الدول لإنهاء الأزمة اليمنية.
ثالث الأطراف التي تقاعست عن الضغط باتجاه تنفيذ اتفاق السويد، تمثل في حكومة الشرعية التي لم تتحرك سياسياً بالشكل المطلوب من أجل توجيه دفة الاهتمام الدولي نحو قضية الساحل الغربي، بعد أن وجهت جهودها لإفشال تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي كان يسعى لتأمين الجنوب كمقدمة للتعامل عسكرياً مع الانتهاكات الحوثية في الساحل الغربي بعد أن أثبتت المليشيات الحوثية بأنها غير جادة للتعاطي إيجاباً مع الحلول العسكرية.
ويرى مراقبون أنه لا يمكن تحميل غريفيث بمفرده مسوؤلية فشل تنفيذ اتفاق ستوكهولم، إذ أنه مجرد أداة يجري تحريكها وفقاً للحالة المزاجية للمجتمع الدولي، الذي يتفرغ لمواجهة إيران اقتصادياً من دون أن ينتقل الأمر إلى مواجهة مماثلة على مستوى أذرعه والتي يأتي على رأسها المليشيات الحوثية.
ونشر موقع الأمم المتحدة، أمس الجمعة، حوارا، مع المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أشاد فيه بما سماه التحول نحو السلام في اليمن، بعد عام على اتفاق ستوكهولم، متجاهلا خروقات مليشيا الحوثي اليومية للهدنة الأممية.
وقال إن الطريق إلى السلام يتطلب التخلي عن آمال النصر العسكري ومتابعة "النصر الكبير" الذي يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات.
وأضاف أن: " الوضع الإنساني لا يشعرني بالشّك حيال احتمالات السلام، بل يفعل العكس"، مؤكدا أنه يجب أن نحصل على السلام، لأن العواقب المدمرة على العائلات، لا يجب أن تستمر.
فيما قال موقع إذاعة مونت كارلو الدولية، في تقرير، أمس الجمعة، إن الحديدة لا تزال بعيدة عن السلام.
وأوضح أنه: "مرّ عام على اتفاق الهدنة بين قوات الشرعية ومليشيا الحوثي في محافظة الحديدة، لكن المنطقة الحيوية التي تشكّل شريان حياة لمئات ملايين السكان، لا تزال تبدو بعيدة عن السلام، وإن كانت تشهد تراجعا في وتيرة العنف".
وأضاف التقرير: "على مدى الأشهر الـ12 الماضية، أخمدت الاشتباكات المتقطّعة والغارات الجوية وبطء تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السويد في 13 ديسمبر 2018، آمال سكان المحافظة الغربية الساحلية".
ولفت إلى أن: "البند الوحيد الذي تم تنفيذه هو نشر نقاط مراقبة مشتركة بعد نحو عشرة أشهر من ولادة الاتفاق، وتابع: "شهدت الحديدة خرقا مستمرا للهدنة منذ توقيع الاتفاق الذي أحيا آمالا بسلام قريب في بلد قتل فيه الآلاف منذ بداية الحرب التي تسبّبت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة".