الشرعية تلعب بورقة المنتسبين لإرباك الجنوب وإفشال اتفاق الرياض
تحاول الشرعية بشتى السبل إفشال اتفاق الرياض، ما يظهر واضحاً في تجلي جملة من الأزمات التي كان لها تأثير سلبي على بعض المكونات الجنوبية، ولعل المشكلات التي مر بها المنتسبون في صفوف الألوية العسكرية والقوات الأمنية التي تخضع لسيطرتها تعد واحدة من الأدوات التي تستخدمها لإرباك الجنوب والتحالف العربي.
وتلعب الشرعية بورقة المنتسبين إذ تحاول تأخير مستحقاتهم المالية وذلك لتوصيل رسالة للتحالف العربي بأن تطبيق الترتيبات العسكرية الخاصة باتفاق الرياض لن يتم على أرض الواقع، وأنها لا يمكن أن تثق في أبناء الجنوب، أو بالأحرى أنها لا ترغب بالأساس في مواجهة المليشيات الحوثية وبالتالي فهي تسعى لأن تستمر الأوضاع على ما هي عليه الآن، حتى لا تتكشف خيانتها.
وتسعى الشرعية من خلال تلك الأفعال المريبة أن توجه الدعم المالي إلى المرتزقة الذين جيشهم الإصلاح لإعادة التمركز في بعض محافظات الجنوب مرة أخرى بعد أن فروا هاربين إلى مأرب في أعقاب أحداث شهر أغسطس الماضي، فيما يبدو واضحا أن هذه الأموال قد تذهب إلى عناصر إرهابية قد يجري الاعتماد عليهم في مواجهة أبناء الجنوب.
اتهم كوادر وقيادات ومنتسبي وزارة الداخلية، حكومة الشرعية بتعمد إعاقة تنفيذ اتفاق الرياض لإغراق البلاد في الفوضى، وأبدى منتسبو الوزارة في بيان، غضبهم من السلوك الذي تتعامل به حكومة الشرعية تجاه القضايا الأساسية، وتنصلها من واجباتها والتزاماتها في معالجة الأوضاع الأمنية والخدمية.
ونوه البيان إلى أن الحكومة تواصل البطيء في تنفيذ الإجراءات التي أسندت إليها بموجب اتفاق الرياض وفي مقدمتها صرف الرواتب المتأخرة لمنتسبي الداخلية والجيش، ودعا البيان، كافة المواطنين والمنظمات الحقوقية والمدنية للتضامن والوقف إلى جانب منتسبي الوزارة لمواجهة ما يتعرضون له من ظلم.
وخلال الشهر المنقضي نظم منتسبو اللواء 39 مدرع بعدن، وقفة احتجاجية، احتجاجا على مصادرة رواتبهم والامتناع عن صرفها، بالإضافة إلى استدعائهم لشقرة.
وطالب منتسبو بمحاكمة عاجلة للواء الصبيحي الذين وصفوه بأحد رموز الفساد التابع للإرهابي علي محسن الأحمر.
ويشار إلى أن اللواء عبد الله الصبيحي هو ضمن القيادات الذي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر حيث هرب من العاصمة عدن في معركة تطهير عدن الأخيرة . حيث كان يتمركز اللواء في معسكر بدر بمنطقة خورمكسر.
وبعد أيام من توقيع اتفاق الرياض أوقفت الشرعية رواتب منتسبي قوات الجيش والأمن الجنوبي، قبل أن تتراجع تحت ضغوطات التحالف العربي الذي كان يحاول جاهداً تنفيذ بنود الاتفاق من دون عراقيل.
وفي ذلك الحين احتشد المنتسبين أمام مكتب الأمم المتحدة في العاصمة عدن، وبعثوا برسالة إلى ممثل الأمم المتحدة في عدن تضمن ما تقوم به مليشيا الإخوان في حكومة الشرعية، من توقيف رواتب الجيش والأمن في المنطقة العسكرية الرابعة.