النهب الحوثي المقنَّن.. ضريبة المليشيات التي تعصف بالمستشفيات
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، تعرَّض القطاع الصحي لكثيرٍ من الانتهاكات التي ارتكبها الانقلابيون، الذين خلَّفوا وراءهم حالة إنسانية شديدة البؤس والبشاعة.
ففي خطوة حوثية، فرضت المليشيات ضريبة دخل جديدة على الأطباء العاملين في المستشفيات الخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
القرار صدر عن مصلحة الضرائب الخاضعة لسيطرة المليشيات، التي شكّلت لجنةً للنزول إلى المستشفيات الخاصة، وإلزام إداراتها بتنفيذ قرار وزارة المالية بحكومة الحوثيين "غير المعترف بها"، وذلك بخصم ضريبة دخل عن كل عملية يجريها المستشفى عند استضافته أطباء من الخارج بمقابل.
وتضمَّن القرار الحوثي خصم نسبة 4% في حال كان لدى الطبيب المستضاف رقم ضريبي، وفي حال لم يكن لديه يتم خصم 15%، وتورد هذه النسبة لحسابات مصلحة الضرائب التابعة للحوثيين.
في الوقت نفسه، شنَّت المليشيات حملة مضايقات ضد الأطباء الاختصاصيين في المستشفيات، وذلك بهدف إجبارهم على العمل بدون مقابل، لا سيّما في مجالات العظام لمعالجة جرحى المليشيات.
كما أصدرت وزارة الصحة في حكومة الحوثیین، تعميمًا للمستشفيات الخاصة بإيقاف أي طبيب يعمل لديها وهو منقطع عن دوامه الحكومي، وهدَّدت بتغريمها مبلغ 500 ألف ريال في حال خالفت هذه التوجيهات، أي في حال ثبت أنها لم توقف الأطباء المنقطعين عن عملهم الحكومي.
واضطر أغلب الأطباء العاملين في القطاع الحكومي للبحث عن عمل في المستشفيات الخاصة، بسبب عدم قيام المليشيات الحوثية بصرف مستحقاتهم.
وارتكبت المليشيات الحوثية كثيرًا من الاعتداءات على القطاع الصحي، منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014.
وفي وقتٍ سابق، قدَّرت منظمة الصحة العالمية سقوط 70 ألف شخص ما بين قتيل وجريح جرّاء الحرب المتواصلة منذ خمسة أعوام، وقالت: "ما يقدر بنحو 70 ألفًا من الرجال والنساء والأطفال في اليمن فقدوا حياتهم أو أصيبوا بجروح خطيرة نتيجة للنزاع".
وأشارت إلى وقوع 156 هجمة على المرافق الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية خلال الحرب.
وحول الأوبئة والأمراض، ذكرت المنظمة أنَّه تمّ الإبلاغ عن 76 ألفًا و137 حالة اشتباه بالإصابة بمرض "الكوليرا" منذ مطلع العام الجاري وحتى أواخر أكتوبر الماضي، بما في ذلك 991 حالة وفاة مرتبطة بالمرض.
كما تم الإبلاغ في الفترة نفسها عن ما مجموعه 25 ألف و242 حالة إصابة بـ"حمى الضنك"، بما في ذلك 104 حالات وفاة مرتبطة بالمرض، بحسب "الصحة العالمية".
وأشارت المنظمة إلى أنّ 50% فقط من المرافق الصحية تعمل في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات والموظفين.
وكشف التقرير عن وجود 35 ألف مريض بالسرطان، 10% منهم أطفال، إضافة إلى 7 آلاف مريض بالفشل الكلوي في حاجة إلى جلسات غسيل كلى أسبوعية.