احتلال الوظائف.. وجهٌ آخر للحرب الحوثية

الاثنين 16 ديسمبر 2019 22:36:49
احتلال الوظائف.. وجهٌ آخر للحرب الحوثية

منذ أن شنَّت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، عمل الحوثيون على فرض سيطرتهم الغاشمة على مختلف المؤسسات وذلك عبر تعيين عناصرها بدلًا من الموظفين الأساسيين.

ففي محافظة إب، اعتدى مشرف حوثي على موظف في مؤسسة المياه، في وقتٍ أجرت فيه المليشيات تغييرات واسعة في مكتب الأِشغال.

المشرف الحوثي بمؤسسة المياه والصرف الصحي المدعو "أبو سالم" اعتدى بالضرب المبرح على موظفٍ يُدعى محمد مضر، ما أثار استياءً من قِبل الموظفين، الذين طالبوا بمحاسبة الجاني ووضع حد لانتهاكاته داخل المؤسسة.

بالتزامن مع ذلك، أجرت المليشيات الحوثية تغييرات واسعة في مكتب الأِشغال وأقالت مدراء مناطق وإدارات عدة واستبدلتهم بموالين لها ضمن عملياتها المستمرة في مشروع "الحوثنة".

تندرج هذه الخطوة ضمن الحملات التي تشنها المليشيات الحوثية من أجل فرض سيطرتها على مختلف الجهات والمؤسسات، وذلك ضمن مخطط يتمثّل في "التغيير الديمغرافي".

وإلى جانب السيطرة على الوظائف، فقد مثَّل "التوطين" أحد أهم الأسلحة في قبضة الحوثيين، حيث تحاول المليشيات من خلاله تعزيز سيطرتها على المناطق الخاضعة لها، وذلك عبر تغيير ديمغرافي، يخدم الأجندة الإيرانية في المقام الأول.

يعتبر "التوطين" أحد أهم الأسلحة في قبضة الحوثيين، تحاول المليشيات من خلاله تعزيز سيطرتها على المناطق الخاضعة لها، وذلك عبر تغيير ديمغرافي، يخدم الأجندة الإيرانية في المقام الأول.

وفيما يضطر كثيرٌ من السكان لهجر مناطقهم جرّاء الفوضى الأمنية التي تصنعها المليشيات الحوثية، فإنّ هذا الأمر يخدم جانبًا آخر من المؤامرة الحوثية التي تتمثّل في "التغيير الديمغرافي".

واتخذ التهجير القسري عدة أشكال، بدءًا من عمليات التهجير في صعدة ودماج، ومرورًا بمثيلاتها في عمران وتعز، وما يحدث من تهجير وملاحقة للمعارضين في مناطق سيطرتهم، يؤكد أنه محاولة حوثية لتجريف التغيير الديموغرافي.

هذه السيطرة الديمغرافية الحوثية يمكن القول إنّها تضمن للمليشيات الحوثية نفوذًا وسيطرة في مناطق مهمة، حتى في مرحلة ما بعد الحرب، ما يُمكِّن الانقلابيين من استغلال هذا الأمر لصالحهم على صعيد واسع.