الفوضى الأمنية.. شبوة تدفع ثمن الاحتلال الإخواني

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 03:35:36
"الفوضى الأمنية".. شبوة تدفع ثمن الاحتلال الإخواني

بعدما تعرَّضت لاحتلال غاشم من قِبل المليشيات الإخوانية، أصبحت محافظة شبوة مرتعًا لفوضى أمنية صنعتها السلطة الإخوانية، يدفع ثمنها الجنوبيون على صعيد واسع.

وعلى مدار الأسابيع الماضية، تشهد مناطقٌ كثيرة في شبوة، انفلاتًا أمنيًّا كبيرًا، وانتشارًا للجريمة والمخدرات عقب سيطرة مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، على المحافظة النفطية.

وفي خطوة تصعيدية، أعلن ملاك المحال التجارية في سوق المصينعة بمديرية الصعيد في محافظة شبوة، اليوم الاثنين، عصيانًا مدنيًّا بسبب الانفلات الأمني الذي تشهده المنطقة، بعد واقعة تبادل إطلاق نار بين أطراف قبلية داخل السوق.

وشدد ملاك المحال التجارية، على مواصلة العصيان المدني، إلى حين فرض الأمن وعدم تكرار حوادث إطلاق النار في الأماكن العامة.

هذا التصعيد الشعبي يمثل "كارت إنذار" موجَّه إلى السلطة الإخوانية التي تفرض سيطرتها الغاشمة على المحافظة، ما ينذر بأنّ خطوات أكثر حدة ربما يُقبِل عليها المواطنون في المرحلة المقبلة.

وفي الفترة الأخيرة، لجأت حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، إلى افتعال الكثير من الأزمات في مناطق الجنوب بغية تأزيم الأوضاع الحياتية أمام الجنوبيين.

هذه السياسة الإخوانية تجلّت أكثر في مرحلة ما بعد اتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، فإذا كانت هذه الخطوة تضبط مسار الحرب وتعيد هيكلة القوات الأمنية والعسكرية، وهو ما يُمثّل ضربة قاسمة لـ"الإصلاح" ومؤامراته، فقد لجأ الحزب الإخواني لما تعرف بـ"حرب الخدمات".

الحرب الإخوانية كان لها بعض الأثر في معاناة الجنوبيين فيما يتعلق بقطاعات مهمة، تتعلق بحياة المواطنين بشكل مباشر، سواء في الغذاء أو المياه أو الكهرباء، حيث استغل "الإصلاح" سيطرته على هذه القطاعات الحكومية من أجل إثارة الكثير من النعرات في الجنوب، عبر آلة فساد بشعة.

يتفق مع ذلك المحلل العسكري العميد خالد النسي الذي يتهم حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا بتعمُّد ما أسماه "تجويع الجنوبيين" منذ عودتها إلى العاصمة عدن في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض في العاصمة السعودية.

النسي يقول في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "الحوثي والإخوان أصبحا معسكرًا واحدًا ضد الجنوب، والحكومة تمارس الفساد وتتعمد تجويع الشعب في الجنوب منذ عودتها الى العاصمة عدن بعد اتفاق الرياض".

ويضيف المحلل العسكري: "‏الضالع تقدم الشهداء كل يوم في مواجهات مع الحوثي، والإخوان يحشدون نحو الجنوب.. أصبح الإخوان والحوثي معسكرا واحدا ضد الجنوب والحكومة تمارس الفساد على أبشع صورة وتتعمد تجويع الشعب ومنذ عودتها إلى عدن والمشاكل الخدماتية والأمنية تزداد.. يجب وضع الحلول قبل فوات الأوان".

لا يمكن فصل "حرب الخدمات" التي تشنها حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة أو اختراق "الإصلاح"، عن المحاولات المستميتة التي يُجريها هذا الحزب من أجل إفشال اتفاق الرياض، وذلك لقناعة هذا الفصيل الإخواني بخسائره الضخمة على الصعيدين السياسي والعسكري من هذا الاتفاق.