مادة جديدة بدون كتاب.. بطش حوثي ينشر مزيدًا من الطائفية

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 17:56:13
مادة جديدة بدون كتاب.. بطش حوثي ينشر مزيدًا من الطائفية

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب الانقلابيون صنوفًا عديدة من الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم، ضمن مخططها الذي يستهدف السيطرة على مفاصل المجتمع.

وخلال سنوات الحرب الراهنة، أقدمت مليشيا الحوثي على تعديل المناهج الدراسية للمرحلة الأساسية، بهدف إضفاء طابع مذهبي عليها، ضمن مخطط تنفذه وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها التي يقودها يحيى الحوثي، شقيق زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي.

وتمكّن يحيى الحوثي، المعروف بتطرفه وتعصبه للمذهب الشيعي، والمسجل على قائمة الإرهابيين المطلوبين دوليًّا، من تدمير وزارة التربية والتعليم وإفراغها من الكوادر التربوية التي لا تنتمي أسريًّا أو عقديًّا للمليشيات، أو من ترفض تنفيذ أجنداتها المخالفة للأنظمة واللوائح المعمول بها.

وفي خطوة حوثية جديدة، أقدمت المليشيات الحوثية على إضافة مادة دراسية جديدة باسم "السلوك"، على الرغم من عدم وجود كتاب مدرسي أساسًا لهذه المادة.

القرار الحوثي أوكل للمكتب التربوي في ما يُعرف بالمجلس السياسي للمليشيات بإعداد موجهات المنهج المقترح لهذه المادة، وبما يؤدي إلى تحويل فكر ومنطلقات الحوثي المذهبية والطائفية، إلى كتاب مدرسي ملزم على كل الطلبة في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وربط نجاح الطالب إلى الصف الدراسي التالي بنجاحه في هذه المادة، التي تشبه المواد الدراسية، التي كانت تفرض في عهد الأحزاب الشمولية.

ولجأت المليشيات الحوثية إلى فرض مادة دراسية كاملة وملزمة، بعدما عملت على إفساد التعليم وتحويله إلى مذهبي عنصري، وهو ما قوبل برفض مجتمعي واسع.

إجمالًا، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الخروقات والانتهاكات التي استهدفت قطاع التعليم، وبحسب تقارير حقوقية فقد ارتكب الانقلابيون 27 ألفًا و554 انتهاكًا في صنعاء فقط خلال العام الجاري، وفي مقدمة هذه الانتهاكات تجنيد الأطفال وفرض شعارات الحوثيين وتغيير المناهج وزرع ثقافة الموت والكراهية.

ومع بداية العام الدراسي 2019/ 2020، شنّت مليشيا الحوثي أكبر عملية استبدال لمدراء المدارس والمعلمين المناوئين لها، وعيّنت 26 مديرًا لإدارة مدارس في محافظة حجة فقط ودفعة واحدة، فيما ذكرت إحصائية حقوقية أخرى أنَّ المليشيات استبدلت 122 معلمًا بآخرين من أتباعها خلال الفترة من 25 أغسطس وحتى 2 سبتمبر الماضيين.

كما استبعدت المليشيات عشرات المعلمين والمعلمات ومدراء مدارس والموظفين في قطاع التربية في مختلف المناطق، بينهم أكثر من 30 تربويًّا في مديرية بني الحارث بأمانة صنعاء، وجميعهم استبدلتهم بعناصرها، وغالبيتهم لا يملكون مؤهلات، وليس لهم أي صلة بالتعليم، ومهمّتهم الوحيدة هي نشر الثقافة الطائفية في أوساط الطلاب.