اعتداء على باعة صنعاء.. رصاصتان حوثيتان من لحظة واحدة
أضافت المليشيات الحوثية إلى سجلها الإجرامي الإرهابي، مزيدًا من الإجرام الذي فضح الوجه المتطرف لهذا الفصيل المدعوم من إيران، وسط عالم يرى هذا الإرهاب ويقابله بكثيرٍ من الصمت القاتل.
عناصر مليشيا الحوثي فتحت اليوم الأربعاء، النار على الباعة المتجولين في منطقة حزيز جنوبي صنعاء، في واقعة تضرب عصفورين بحجر واحد، بين مزيدٍ من الترهيب للسكان في مناطق سيطرة الحوثيين، بالإضافة إلى استهداف مصادر أرزاقهم، ما يضاعف من المأساة الإنسانية.
وقال شهود عيان لـ"المشهد العربي"، إنَّ عناصر المليشيات أطلقت الرصاص الحي على الباعة المتجولين في سوق منطقة حزيز جنوبي صنعاء، بعد رفض الباعة الإجراءات التعسفية والجبايات التي تثقل كاهلهم.
وتجمهر الباعة بعد مصادرة بضائع عدد من الباعة المتجولين، لترد عناصر الحوثي بإطلاق النار لتفريق الباعة.
تستهدف المليشيات الحوثية من وراء هذه الممارسات الإرهابية ترهيب السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لتضمن ولاءهم حتى وإن كان ذلك بفعل القوة الغاشمة، وبالإضافة إلى ذلك فإنّها تستهدف فرض إتاوات على الباعة لتضيف المليشيات إلى نفسها طريقًا للحصول على الأموال، بما يُمكّنها من تمويل حربها العبثية من جانب، بالإضافة إلى العمل على تكوين ثروات مالية طائلة.
وفرض الإتاوات وسيلة حوثية مستمرة على مدار سنوات الحرب، وقد استهدفت المليشيات بهذه الحملات الغاشمة مختلف الفئات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقبل أيام، أطلقت المليشيات الحوثية حملة ابتزاز منظمة ضد الفنادق والمنشآت السياحية في صنعاء، حسبما كشف مصدر لـ"المشهد العربي"، قال إنّ فرقًا حوثية تمر على الفنادق وتطالب منهم مبالغ مالية باسم غرامات على مخالفات غير محددة، مبينًا أن الأولى تتبع وزير السياحة الحوثي والأخرى تتبع مكتب السياحة في صنعاء.
وأضاف المصدر أنّ مليشيا الحوثي تفرض الجبابات على الفنادق بمبالغ تتراوح ين 30 إلى 100 ألف ريال بسندات ممهورة بتوقيع قياديين بالمليشيات.
ولفت إلى أنَّ التوقيع الأول ممهور باسم عادل عطيفة مدير مكتب القائم بأعمال وزير السياحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، والآخر ممهور بتوقيع القيادي الحوثي حسن مزجاجي نائب مدير مكتب السياحة بصنعاء.
وأشار إلى أنَّ القيادي الحوثي سبق أن مارس عمليات ابتزاز كبيرة لفنادق الحديدة قبل أن يتم نقله إلى صنعاء.
كما فرضت المليشيات إتاوات كبيرة على ملاك آبار المياه، في صنعاء، ضمن مسلسل نهبها المنظم وابتزازها المتواصل في مناطق سيطرتها.
وهدّدت المليشيات الحوثية من يرفضون الدفع بإيقاف عمل آبارهم الخاصة، وتلفيق تهم باطلة ضدهم، موضحةً أنَّ الحوثيين يتعمدون نشر شائعات في سياق حملتهم بأن تلك الآبار ملوثة.
وضاعفت المليشيات، الإتاوات والجبايات المفروضة على السكان والتجار بمناطق سيطرتها، وسنَّت تشريعات غير دستورية رفعت بموجبها الرسوم الضريبية والجمركية و"الزكوية"؛ بهدف تغطية نفقات حربها العبثية من جانب، بالإضافة إلى تكوين ثروات مالية طائلة لعناصر الانقلابيين.
وبحسب تقديرات سابقة، ارتفعت إيرادات الحوثيين بشكل كبير؛ وذلك لاستمرار فرض المليشيات الجبايات والإتاوات المفروضة على السكان، حيث قدَّرت مصادر اقتصادية ارتفاع الإيرادات الضريبية والجمركية والزكوية بنسبة 500%، مع تكرار الأزمات المفتعلة في المشتقات النفطية وانتعاش السوق السوداء لبيع المشتقات والغاز المنزلي بأسعار مضاعفة تدر مبالغ خيالية على خزائن المليشيات وقياداتها.