نساءٌ يسقطن في جحيم الحوثي.. اتهامات شرف وتجنيد سياسي

الخميس 19 ديسمبر 2019 02:24:57
نساءٌ يسقطن في جحيم الحوثي.. اتهامات شرف وتجنيد سياسي

دفعت النساء في اليمن ثمنًا فادحًا جرَّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، بعدما ارتكب الانقلابيون صنوفًا عديدة من الجرائم.

ففي الفترة الأخيرة، أقدمت المليشيات في المناطق الخاضعة لسيطرتها على اختطاف النساء من أجل ابتزاز أسرهن ماليًّا، وقد وصلت حالات الاختطاف إلى ترصُّد النساء في قاعات الأفراح.

كما تتعرّض النساء في سجون الحوثي السرية للتعذيب الجسدي والنفسي بالإضافة إلى التحرش الجنسي بالنساء، اللاتي يتم تلفيق قضايا شرف أو دعارة لهن، وذلك من أجل ابتزاز أسرهن.

وقالت مصادر حقوقية إنَّ نساءً خرجن من سجون الحوثي قد تمَّ تجنيدهن للإيقاع ببعض الشخصيات، علمًا بأنَّ بعض السيدات يُجبرن على العمل لدى المليشيات بدلًا من العودة إلى منازلهن خوفًا من القتل من قبل أسرهن.

وكشفت المصادر أنَّ هناك نساء حاولن الانتحار في السجن وكثيرًا منهن تم تطليقهن وتبرأت أسرهن منهن، موضحةً أنَّ الرقم المعلن عن عدد النساء المختطفات في صنعاء هو أقل من الرقم الحقيقي، لأن كثيرًا من الأسر لا تعلن عن اختفاء الفتاة هربًا من "وصمة العار".

وكانت مليشيا الحوثي قد اختطفت قبل أيام، 19 فتاةً من معهد للغة الإنجليزية في صنعاء، ولفقت لهن تهم "الدعارة"، حيث اقتحم مسلحون حوثيون معهد لتعليم اللغة الإنجليزية في منطقة حدة، واقتادوا الفتيات من المعهد إلى السجون.

وأفرجت مليشيا الحوثي عن بعضهن فيما رحلت البقية إلى سجون سرية خاصة بالمليشيات، مشيرًا إلى أنَّ المليشيات لا تتورع عن تلفيق تهمة الدعارة لأي فتاة تجاهر بمعارضتها للمليشيات، ما ينعكس بآثار مدمرة على الفتاة وأسرتها.

بالتزامن مع ذلك، اختطفت المليشيات أكثر من 35 فتاة في صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.

وتصاعدت ظاهرة اختطاف الفتيات والطالبات والنساء بصورة غير مسبوقة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لا سيّما صنعاء، وبعض الفتيات والنساء تمّ اختطافهن للضغط على أسرهن، والبعض ربما لبلاغات كاذبة وكيدية، فيما تم اختطاف أخريات لحسابات أخرى لم تعرف بعد.

وردًا على الجرائم الحوثية، أطلق نشطاء حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد الانتهاكات التي يرتكبها الانقلابيون ضد الفتيات والأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.

الحملة التي انطلقت تحت شعار "أعيدو ابنتي"، تهدف إلى لفت أنظار المنظمات الحقوقية إلى جرائم الاختطاف التي تتفاقم يومًا عن آخر في مناطق سيطرة الحوثيين، ويدفع ثمنها الأطفال والفتيات، وسط تكتُّم وصمت من جانب المليشيات.

وقال النشطاء إنّ الحملة تهدف كذلك إلى حث الأسر على الإبلاغ عن وقائع الاختطاف، كون كثير من الأسر تمتنع عن تقديم بلاغات باختطاف أطفالها، وبخاصة الفتيات، خشية من "العار".

كما تزايدت حالات اختفاء الأطفال والفتيات بشكلٍ كبير خلال السنوات الماضية في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط مخاوف لدى السكان من ارتباط تلك العمليات بعصابات منظمة تعمل على الاتجار بالبشر.