الحوثيون والنساء.. عار ما بعد قص الشعر

الخميس 19 ديسمبر 2019 18:20:19
الحوثيون والنساء.. عار ما بعد "قص الشعر"

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفعت النساء في اليمن ثمنًا باهظًا، بعدما ارتكب الانقلابيون كثيرًا من الجرائم والانتهاكات.

الحرب التي أكملت عامها الخامس، ضاعفت من مستويات العنف والقيود على المرأة، بحسب منظمة العفو الدولية التي قالت إنّه على الرغم من أنَّ النزاع في اليمن كان له تأثير رهيب على كل المدنيين بصفة عامة، فإنَّ النساء والفتيات تأثرن بهذا الوضع بشكل غير متناسب.

وأضافت أنَّ المرأة التي لا يرافقها أحد اقاربها تواجه مخاطر متزايدة من العنف عند نقاط التفتيش، ويشمل أحد التكتيكات الفعلية التي تستخدمها مليشيا الحوثي حلق شعر الرأس، ولا سيما رؤوس العرائس الجدد اللاتي يسافرن بين المحافظات بمفردهن عند نقاط التفتيش بهدف الاجتماع مع أزواجهن.

وأضافت: "في هذا المجتمع، يُتوقع من المرأة جذب زوجها جسديا، فضلا عن الاعتناء به وعادة ما ينتهي الأمر بهؤلاء النساء إلى الطلاق، والعار والحزن".

وأوضحت المنظمة أنَّه في الغالب تتردد ضحايا العنف اللاتي يتعرضن لحلق الرأس مثلاً في الإبلاغ عن الانتهاك الذي تعرضن له، إذ يخشين من ردة فعل مجتمعهن المحلي ومسؤولي الأمن.

ولفتت إلى أن واحدة من القضايا التي جعلت النساء يرفضن التزام الصمت هو اعتقالهن أو الاختفاء القسري الذي يتعرض له أحد أعضاء أسرهن، وأكدن أن أمهات وزوجات وأخوات المحتجزين الذكور هن ضحايا الاحتجاز المباشر وغير المباشر والاختفاء القسري الذي يتعرض له أعضاء أسرهن.

وتابعت: "بالإضافة إلى حرمانهن من أزواجهن، وآبائهن، وإخوانهن، يعانين من الناحية النفسية، إذ يزداد الوضع سوءًا بسبب عدم معرفة متى سيعود أحباؤهن أو إن كانوا سيعودون".

وذكرت المنظمة في تقريرها: "النساء يجدن أنفسهن مضطرات إلى أن يصبحن، بشكل رئيسي، مُعيلات وربات لأسرهن، وناشطات يتجندن من أجل حقوق أقربائهن الذكور المحتجزين".

وبحسب التقرير، فإنَّ كل دور تضطلع به المرأة يضاعف احتمالات تعرضها للعنف الجنسي والجسدي في منزلها وخارجه سواء من طرف جيرانها الذين يستغلون ضعف المرأة أو من طرف قوات الأمن التي تَحُدُّ من نشاطها وترفض التقارير التي تتناول العنف الذي تتعرض له.

وأكد تقرير العفو الدولية" أنّه على الرغم من هذه التحديات، تواصل هؤلاء النساء الشجاعات كفاحهن من أجل الإفراج عن أقاربهن الذكور أو من أجل حقهن في معرفة ما حدث لهم.

ونقل التقرير عن إحدى الناشطات اليمنيات القوله إنّه خلال المظاهرات التي دعت إلى إطلاق سراح المعتقلين، تعرضت النساء إلى معاملة مهينة من قبل أفراد الأمن عندما كن يمارسن حقهن في الاحتجاج أمام مكتب مبعوث الأمم المتحدة.

وقالت: "تعرضنا للمضايقات، والضرب بالبنادق، وخَلع غطاء الرأس، والسحل في الشارع من قبل قوات الأمن، بعضهم كانوا يرتدون ملابس مدنية، وبعضهم الآخر كانوا يرتدون بدلات عسكرية وتعرضت إحدى النساء لجرح في الرأس وكانت تنزف في الشارع".

التقرير الدولي الذي يتضمّن هذه الفظائع ينضم إلى سجل طويل من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية ضد النساء على مدار سنوات الحرب العبثية.

وفي الفترة الأخيرة، أقدمت المليشيات في المناطق الخاضعة لسيطرتها على اختطاف النساء من أجل ابتزاز أسرهن ماليًّا، وقد وصلت حالات الاختطاف إلى ترصُّد النساء في قاعات الأفراح.

كما تتعرّض النساء في سجون الحوثي السرية للتعذيب الجسدي والنفسي بالإضافة إلى التحرش الجنسي بالنساء، اللاتي يتم تلفيق قضايا شرف أو دعارة لهن، وذلك من أجل ابتزاز أسرهن.

وقالت مصادر حقوقية إنَّ نساءً خرجن من سجون الحوثي قد تمَّ تجنيدهن للإيقاع ببعض الشخصيات، علمًا بأنَّ بعض السيدات يُجبرن على العمل لدى المليشيات بدلًا من العودة إلى منازلهن خوفًا من القتل من قبل أسرهن.

وكشفت المصادر أنَّ هناك نساء حاولن الانتحار في السجن وكثيرًا منهن تم تطليقهن وتبرأت أسرهن منهن، موضحةً أنَّ الرقم المعلن عن عدد النساء المختطفات في صنعاء هو أقل من الرقم الحقيقي، لأن كثيرًا من الأسر لا تعلن عن اختفاء الفتاة هربًا من "وصمة العار".

وكانت مليشيا الحوثي قد اختطفت قبل أيام، 19 فتاةً من معهد للغة الإنجليزية في صنعاء، ولفقت لهن تهم "الدعارة"، حيث اقتحم مسلحون حوثيون معهد لتعليم اللغة الإنجليزية في منطقة حدة، واقتادوا الفتيات من المعهد إلى السجون.

وأفرجت مليشيا الحوثي عن بعضهن فيما رحلت البقية إلى سجون سرية خاصة بالمليشيات، مشيرًا إلى أنَّ المليشيات لا تتورع عن تلفيق تهمة الدعارة لأي فتاة تجاهر بمعارضتها للمليشيات، ما ينعكس بآثار مدمرة على الفتاة وأسرتها.

بالتزامن مع ذلك، اختطفت المليشيات أكثر من 35 فتاة في صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.

وتصاعدت ظاهرة اختطاف الفتيات والطالبات والنساء بصورة غير مسبوقة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لا سيّما صنعاء، وبعض الفتيات والنساء تمّ اختطافهن للضغط على أسرهن، والبعض ربما لبلاغات كاذبة وكيدية، فيما تم اختطاف أخريات لحسابات أخرى لم تعرف بعد.

وردًا على الجرائم الحوثية، أطلق نشطاء حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد الانتهاكات التي يرتكبها الانقلابيون ضد الفتيات والأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.