تمجيد قتلى المليشيات.. وجهٌ آخر لثقافة الموت الحوثية
واصلت المليشيات الحوثية ممارساتها الطائفية في المدارس بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، من أجل حشو عقول الأطفال بأفكارها الإرهابية وسياساتها المتطرفة.
ففي خطوة حوثية جديدة، أصدرت المليشيات تعليمات جديدة للمدارس الحكومية والأهلية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها بوضع برامج خاصة لتمجيد قتلاها.
وكشف مصدر تربوي، في تصريحات لـ"المشهد العربي"، عن تلقي تعليمات من مكاتب التربية التابعة لمليشيا الحوثي بتخصيص الإذاعات المدرسية في الطابور الصباحي لتمجيد قتلى المليشيات في إطار ما يعرف بـ"أسبوع الشهيد".
وتستعد المليشيات لإحياء ما يسمى "أسبوع الشهيد"، في 13 جماد أول بالتزامن مع مصرع مؤسس مليشيا الحوثي حسين بدرالدين الحوثي، حيث بدأت المليشيات استعدادات مكثفة لإحياء هذا الأسبوع، الذي تقيم فيه معارض لقتلاها.
وتعمل مليشيا الحوثي على إدخال تعديلات على المناهج المدرسية وشطب كل ما يعارض أفكارها ومعتقداتها, في محاولة لخلق جيل جديد يؤمن بأفكارها المذهبية والطائفية.
وتعمل المليشيات على تلقين الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، محتويات طائفية تستهدف في المقام الأول استقطاب هؤلاء الأطفال إلى صفوفها، تمهيدًا للزج بهم إلى جبهات القتال.
وكرَّست مليشيا الحوثي كثيرًا من جهودها صوب المدارس من أجل استقطاب الأطفال إلى صفوفها منذ سن صغيرة، بالإضافة إلى ابتزاز أسرهم وتجميع الأموال منهم.
وخلال سنوات الحرب الراهنة، أقدمت مليشيا الحوثي على تعديل المناهج الدراسية للمرحلة الأساسية، بهدف إضفاء طابع مذهبي عليها، ضمن مخطط تنفذه وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها التي يقودها يحيى الحوثي، شقيق زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي.
وتمكّن يحيى الحوثي، المعروف بتطرفه وتعصبه للمذهب الشيعي، والمسجل على قائمة الإرهابيين المطلوبين دوليًّا، من تدمير وزارة التربية والتعليم وإفراغها من الكوادر التربوية التي لا تنتمي أسريًّا أو عقديًّا للمليشيات، أو من ترفض تنفيذ أجنداتها المخالفة للأنظمة واللوائح المعمول بها.
ومؤخرًا، أقدمت المليشيات على إضافة مادة دراسية جديدة باسم "السلوك"، على الرغم من عدم وجود كتاب مدرسي أساسًا لهذه المادة.
القرار الحوثي أوكل للمكتب التربوي في ما يُعرف بالمجلس السياسي للمليشيات بإعداد موجهات المنهج المقترح لهذه المادة، وبما يؤدي إلى تحويل فكر ومنطلقات الحوثي المذهبية والطائفية، إلى كتاب مدرسي ملزم على كل الطلبة في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وربط نجاح الطالب إلى الصف الدراسي التالي بنجاحه في هذه المادة، التي تشبه المواد الدراسية، التي كانت تفرض في عهد الأحزاب الشمولية.
ولجأت المليشيات الحوثية إلى فرض مادة دراسية كاملة وملزمة، بعدما عملت على إفساد التعليم وتحويله إلى مذهبي عنصري، وهو ما قوبل برفض مجتمعي واسع.
إجمالًا، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الخروقات والانتهاكات التي استهدفت قطاع التعليم، وبحسب تقارير حقوقية فقد ارتكب الانقلابيون 27 ألفًا و554 انتهاكًا في صنعاء فقط خلال العام الجاري، وفي مقدمة هذه الانتهاكات تجنيد الأطفال وفرض شعارات الحوثيين وتغيير المناهج وزرع ثقافة الموت والكراهية.