بوصلة التحالف التي تضبط الحرب.. عين حمراء للحوثي وأخرى للإخوان
بلغت الحرب في اليمن عامها الخامس، ولا تلوح في الأفق بوادر لحل سياسي ينهي الأزمة ويقي المدنيين من براثن الحرب، ما يفرض تغييرًا شاملًا يتوجب إتباعه ليس فقط في التعامل مع المليشيات الحوثية، لكن أيضًا مع حزب الإصلاح المخترق لحكومة الشرعية.
المليشيات الحوثية ارتكبت الكثير من الجرائم والانتهاكات، وبرهنت على وجهها الإرهابي وعدم انخراطها في طريق السلام عبر أكثر من 13 ألف خرق لبنود اتفاق السويد الموقع في ديسمبر من العام الماضي.
لا تقتصر الأزمة على الحوثيين، فالمليشيات الإخوانية هي سببٌ رئيسٌ فيما آلت إليه الأمور، فحزب الإصلاح الإخواني اخترق حكومة الشرعية ونخر في عظامها كالسرطان الخبيث، فحوَّل وجهة هذه الحكومة صوب استهداف الجنوب والعاصمة عدن، متناسيةً أنّ معركتها على الحوثيين وصوب صنعاء، أو هكذا يُفترض أن تكون.
فضلًا عن ذلك، فقد استغل قادة حزب الإصلاح حالة الحرب الراهنة وارتكبوا كثيرًا من جرائم الفساد وكوَّنوا ثروات مالية ضخمة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمة إنسانية وحياتية فادحة، لم تُعرِ لها الحكومة أي اهتمام إلا فيما يتعلق بالمتاجرة بها في المحافل الدولية.
كما ارتكب حزب الإصلاح خيانة كبرى ضد التحالف العربي، بعدما ارتمى في أحضان الحوثيين على مدار سنوات، وسلَّم المليشيات مواقع استراتيجية وجمَّد جبهات أخرى، ما كبَّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.
يتفق مع ذلك، رئيس دائرة الشباب بالمجلس الانتقالي الجنوبي فضل محسن الشطيري، الذي أكَّد أنّ حزب الإصلاح الإخواني ارتكب "خيانات" ضد التحالف العربي.
الشطيري قال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "خيانات حزب الإصلاح لدول التحالف العربي تتمثل في تغيير مسار معركة دول التحالف الرامية إلى إنهاء انقلاب المليشيات الحوثية وتقاربه معها برعاية قطرية، تركية، إيرانية".
وأضاف أنَّ حزب الإصلاح سلَّم عددًا من الألوية العسكرية المدعومة من التحالف العربي في صعدة والجوف ومريس للمليشيات الحوثية.
يُشير ذلك إلى أنّه على الرغم الكبيرة التي يبذلها التحالف العربي على مختلف الأصعدة، لا سيّما سياسيًّا وعسكريًّا، فإنّ سيطرة حزب الإصلاح الإخواني على هيكل الشرعية سيظل العائق الأكبر أمام حسم المعركة أمام المليشيات الحوثية.
ويقول رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن فريد إنّه من الضروري القضاء على نفوذ وهيمنة حزب الإصلاح من معسكر الشرعية من أجل ضبط مسار الحرب على الحوثيين.
بن فريد قال في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تحرير صنعاء من قبضة الحوثيين ودحر المشروع الإيراني بشكل كامل لن يحدث إلا إذا تم تحرير عبدربه منصور هادي من قبضة وهيمنة حزب الإصلاح- إخوان اليمن".
وأضاف: "لا يمكن لمشروع الإخوان الذي يتقاطع مع مشروع إيران أن يعمل على هزيمة شريكه وحليفه في المنطقة .. هكذا يقول المنطق وقبله الواقع".
