الوجه الآخر للإرهاب

لماذا الأعمال الإرهابية وتفجير السيارات المفخخة في العاصمة المؤقتة عدن ، سرعان مايتبنى تنظيم داعش القيام بها ؟ وكذلك يحدث في أكثر من دولة عربية .
من هو داعش؟ ما هو هذا التنظيم و كيف نشأ ؟ من أين له كل تلك الأسلحة المتطورة الحديثة الصنع ؟ وقاعدة الاستخبارات الرصينة التي تضاهي الوكالات الاستخباراتية للدول الكبرى ؟
هل حقا كل تلك الدول في التحالف الدولي يقاتل تنظيم داعش في العراق وسوريا؟ وأولئك الإرهابيون على قدر عالي من القتال تضاهي قدرة الجيوش ؟
هؤلاء ليس سوى جيوش مدربة تتبع الشركات الأمنية المتعددة الجنسيات يتم تأجيرهم لأي جهة أرادت، وأطراف الصراع يستخدمونهم كيفما شاؤوا.
واليمن ومنذ حادثة السفينة كول ، أعلنت الولايات المتحدة حربها ضد الإرهاب في اليمن وتم توقيع الاتفاقيات مع الحكومة اليمنية لتسمح لطائرات من دون طيار محاربة تنظيم القاعده في اليمن وكانت أول عملياتها في 2003 .
وبحجة محاربة الإرهاب تم تسليم الرئيس السابق علي صالح مبلغ عشرة مليار دولار من الأمم المتحدة وتم تسليمها على دفعات من عام 2004 _2010 ، وبالمقابل ماذا فعل بها صالح أنشأ محكمة لمحاكمة الصحفيين ! وجهاز الأمن القومي إلى جانب جهاز الأمن السياسي! والحرس الجمهوري إلى جانب قوات الجيش ، وشراء كميات هائلة من الأسلحة  لمحاربة الإرهاب، وهل الصحافة إرهاب! 
بالمقابل سخر كل هذا إلى اعتقال معارضيه وكبت الحرية ولم يستجاب للمطالب الحقوقية لأبناء الجنوب ليتم قمع المظاهرات السلمية والتي مارس في ظلها أبشع أنواع القمع والتهديد، وقمع ثورة التغيير.
ليظهر لنا تنظيم القاعده وقد ازداد قوة ونفوذا ، بالتأكيد هو الذي انشأهم لخدمة مصالحه ، وإلا لماذا سيطرت مليشا الحوثي على كافة المحافظات بتسهيل من الحرس الجمهوري ماعدا حضرموت تم تسليمها لتنظيم القاعده.
وها نحن الان مازلنا نحتسي  القهر مرا مع سقوط الاشلاء ، فعلينا أولا القضاء على مسببات الإرهاب الا وهي (الجهل، الفقر، البطالة)، حيث يتم استقطاب بعض الشباب استغلالا لجهلهم وفقرهم وبالإضافة إلى إعطائهم جرعات من المخدرات وحينها يصحى أولئك الشباب على واقع مرير ولا يستطيعون التراجع ليصبحوا الة في يد قوى الكهنوت .
هنا علينا مكافحة الإرهاب بالعلم والمعرفة بخلق جيل واع خال من الكراهية والعصبية ، جيل الحقل والمصنع، جيل ينتج ويشعر بروعة الإنتاج ، جيل ينتمي لوطنه ويعشق الانتماء ملتزم بواجباته واعي لحقوقه .
لذلك على الدولة والشعب التكاتف يد بيد للقضاء على الجهل والفقر والبطالة والكراهية  ، ونشر المحبة والمبادئ والقيم والأخلاق.