استعادة دولة الجنوب.. حلمٌ لا تنازل عنه
تواجه القضية الجنوبية كثيرًا من التحديات وتُحاصر بكثيرٍ من الأعداء، سواء أولئك الذي يعادون الجنوب جهرًا مثل المليشيات الحوثية والإخوانية، أو الذين يدعون حمل لواء القضية ويبثون سمومهم لاستهدافها.
وعلى الرغم من المكاسب السياسية والعسكرية التي حقَّقها الجنوب في الفترة الماضية، إلا أنَّ التحدي الأكبر والأهم يتمثَّل في استعادة الدولة وفك الارتباط، ذلك التحدي الذي يتعرَّض لمحاولات عديدة للالتفاف عليه من قِبل أعداء الجنوب.
وفيما حقَّق اتفاق الرياض كثيرًا من المكاسب للجنوب، لا سيّما الاعتراف بقضيته العادلة، ووضعه طرفًا رئيسيًا في مستقبل الحل السياسي، ونقل الاهتمام بقضيته إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، إلا أنَّ ذلك لا يمثل الحلم الجنوبي الأكبر.
يُشير ذلك إلى أنَّه من المستحيل أن تتم المساومة على القضية الجنوبية والمطلب الشعبي الرئيسي، وهو ما أكَّدته القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، في أكثر من مناسبة.
وضمن محاولات الالتفاف على القضية تظهر بين حينٍ وآخر مكونات سياسية مشبوهة تدعي الانتماء للقضية الجنوبية، لكنّها في الواقع تحمل أجندات مغايرة، وتعمل وفق مصالح يمليها عليها أعداء الجنوب من أجل استهدافه وإبعاد مسار القضية عن طريقها الصحيح والصريح الذي يهدف في نهاية المطاف إلى استعادة الدولة.
وحاولت مثل هذه المكونات، خلال الفترة الأخيرة، المساومة على حقوق ومطالب الجنوبيين، إلا أنَّ هذه المحاولات قوبلت بحائط صد جنوبي سواء من قِبل الشعب أو من القيادة السياسية الملتزمة بتحقيق تطلعات شعبها.
يتفق مع ذلك الناشط السياسي ربيع بن مقلم الخليفي، الذي يؤكِّد أنَّ الجنوبيين يرفضون أي حلول تنتقص من حقهم في استعادة دولتهم وهويتهم.
ويقول الخليفي في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "بعض اليمنيين يقولون إن الجنوبيين ظلموا وتهمشوا ونكل بهم ولابد من إنصافهم، ونحن نقول أحسنت كلام عقلاني لكن الجنوبيين يرفضون أي حلول تنتقص من حقهم في استعادة دولتهم وهويتهم".
ويضيف: "يقول لا ما هذه نحن با نعطيهم حقهم في الوظيفة والعمل ودولة اتحادية يمنية وكأنه بايتصدق بالأقاليم والوظيفة.. وعجبي".