ألغام في عرض البحر.. حوتٌ لم ينجُ من إرهاب الحوثيين
عندما يؤرخ التاريخ لأهوال اليمن، سيذكر بمزيدٍ من الأسى تلك الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية، التي لم يسلم منها بشرٌ ولا حتى حيوان، في البر أو في البحر.
ففي محافظة حجة، أدَّى انفجار لغم بحري زرعته مليشيا الحوثي في المياه الإقليمية إلى نفوق حوت ضخم، ضمن الممارسات الحوثية التي تهدد الملاحة الدولية وأنشطة الصيد.
وقالت مصادر عسكرية بمحافظة حجة إنَّ الحوت الضخم عُثِر عليه نافقًا بجوار إحدى جزر البحر الأحمر.
وتسببت الألغام البحرية التي زرعتها مليشيا الحوثي بكثافة في المياه الإقليمية وطرق الملاحة في مقتل عشرات الصيادين وحرمان آلاف آخرين من مصدر رزقهم، إضافة إلى تهديد الملاحة الدولية.
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، مثَّلت زراعة الألغام الوجه الأكثر بشاعة في مسار الحرب، وقد دفع آثار ذلك الحجر والبشر.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المحافظات، ومنها الساحل الغربي لليمن الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وبحسب المركز الإعلامي لألوية العمالقة، فقد زرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.
وأصبح الساحل الغربي أكبر حقل ألغام في المنطقة، وقد كان الهدف الأبرز الذي تسعى المليشيات لتحقيقه بأي ثمن، وخصوصًا عندما انطلقت عملية النصر الذهبي لتحرير الساحل الغربي، هو نسف الساحل الغربي بمن فيه غير آبهة بحياة السكان الذين كانوا الضحية الأولى والوحيدة لتلك الجرائم الإرهابية التي زرعت بذورها هذه المليشيا.
والأعداد والكميات الكبيرة من الألغام والعبوات الناسفة والقذائف التي زرعها الحوثيون في حقول عشوائية وأخرى منتظمة، وتمكنت الفرق الهندسية لنزع الألغام من تطهيرها وإتلاف عشرات الآلاف منها حتى اللحظة مع تواصل العمل على ذلك، يثبت للعالم مدى الوحشية الحوثية، في ظل الأرقام المفزعة لأعدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء انفجار الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون في الأحياء السكنية والأسواق والمزارع والطرقات وفي المساجد وداخل منازل المواطنين وكل شبر فيها ، تفضح حقيقة ما تسعى إليه المليشيات الحوثية والدول التي تدعمها وتمولها.