الشرعية تستعين بتركيا لتجاوز اتفاق الرياض
رأي المشهد العربي
تشهد العاصمة التركية إسطنبول مشاورات سرية للإعلان عن تحالف سياسي تحت لواء الشرعية ويرتكن على عناصر تنظيم الإخوان ليشكل حلقة الوصل بين وزراء وقيادات الشرعية القابعين في الرياض واليمن وبين رجب طيب أردوغان راعي التنظيمات الإرهابية في العالم، وبدا أن هذا الحراك سببه الرئيسي البحث عن منقذ يمكّن الشرعية من تجاوز اتفاق الرياض ويضمن عدم تطبيقه على أرض الواقع.
تحاول الشرعية أن تبتعد عن التحالف العربي شيئا فشيئاً إذ أن علاقة وزرائها بقطر يعد مقدمة لهذا التوجه، وخلال الفترة التي شهدت فيها مدينة جدة السعودية مفاوضات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية لم تتوانى الأذرع الإخوانية داخل الشرعية على إفشال تلك المفاوضات، وذهبت باتجاه عقد اجتماعات سرية مع أطراف حوثية وقطرية وتركية في عمان من أجل تنسيق المواقف.
هذه الاجتماعات أفرزت عن تنفيذ خطط تآمرية من قبل المدعوين الجبواني والميسري ضد التحالف العربي وكانت مقدمة للتهرب من تنفيذ اتفاق الرياض على أرض الواقع، وبعد شهر ونصف تقريباً من توقيع الاتفاق بدا أن الشرعية أكثر جاهزية للتعاون مع معسكر الشر لاستمرار ما بدأته بشكل جدي خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين.
تدرك الشرعية جيداً أن الخناق يضيق عليها كلما تهربت من تنفيذ اتفاق الرياض لأنها تظهر أمام العالم أجمع أنها المسؤولة عن هذا الفشل بالنظر إلى الوقائع العديدة التي جرت خلال الفترة الماضية، كما أن التحالف العربي قد يكون له رأي آخر جراء تلك الممارسات، وبالتالي فهي تتحسب أي خطوة وتذهب باتجاه تحصين نفسها من خلال تشكيل تكتل سياسي تابع لها يتواجد في تركيا بحيث يمكنها الاتّكاء على طرف دولي جديد يساندها.
لجوء الشرعية إلى تركيا في الوقت الحالي بالتأكيد يعد نتاج مباشر لقمة كوالالمبور، التي اختتمت أعمالها السبت الماضي، والتي شارك فيها قيادات من الشرعية تابعين لمليشيات الإصلاح، كما أنه هذا الموقف يأتي في ظل ترتيبات إقليمية يقوم بها التنظيم الدولي للإخوان للحفاظ على عناصره في العديد من البلدان وعلى رأسها اليمن.
وبالتالي فإن هيمنة الإصلاح على الشرعية تفرض عليها تنفيذ أوامر التنظيم الدولي الذي يتقارب مع إيران في مواجهة بلدان التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأن تلك الأوامر بالتأكيد تذهب باتجاه إفشال اتفاق الرياض وعدم السماح بأي فرص لتطبيقه على أرض الواقع، بما لا يؤدي لإنهاء سيطرة الإخوان على الحكومة الحالية.