الحوثي وجرائم نوفمبر.. مليشاتٌ آمنت العقاب فأدمنت الإرهاب

الثلاثاء 24 ديسمبر 2019 22:34:36
الحوثي و"جرائم نوفمبر".. مليشاتٌ آمنت العقاب فأدمنت الإرهاب

على مدار أكثر من خمس سنوات، هي أمد الحرب الحوثية العبثية، ارتكبت المليشيات كثيرًا من الجرائم المروِّعة التي مثّلت جرائم حرب، دون أن تكثرث بالعقاب إدراكًا منها أنّ المجتمع الدولي سيدعمها بالصمت القاتل.

وفي شهر نوفمبر الماضي، ارتكبت المليشيات الحوثية 260 انتهاكًا بينها 31 حالة قتل، في ست محافظات،هي الحديدة وصنعاء والجوف وتعز والضالع وإب، حيث طالت هذه الانتهاكات المدنيين، لا سيّما من النساء والأطفال.

رصد تقرير دولي حديث تسجيل 31 حالة قتل، بينهم ستة أطفال، وسيدة، بالإضافة إلى 24 إصابة بينهم 11 طفلا، و8 نساء.

وأشار التقرير إلى أنّ القصف المكثف والقنص المباشر والألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي، على رأس أسباب جرائم القتل، وكشف عن 89 حالة اختطاف وإخفاء قسري بحق مدنيين، بينهم أطفال ومسنون.

كما رصد التقرير 39 حالة اعتداء من جانب مسلحي مليشيا الحوثي على منازل السكان، بخلاف 27 حالة مداهمة ونهب لمنازل مدنيين، وتضررت تسع مركبات خاصة بالمواطنين نتيجة الألغام الأرضية التي تزرعها المليشيات.

وأفاد التقرير بإغلاق مليشيا الحوثي 36 محلًا تجاريًّا في محافظتي صنعاء وإب، بسبب رفض مالكي المحالات دفع إتاوات مالية، بالإضافة إلى إغلاق ثلاثة مساجد.

وفضح التقرير 36 انتهاكًا للمليشيات، طالت المنشآت التعليمية والتربويين، بينها تسعة قرارات بإغلاق مدارس خاصة، وفصل 27 تربويًّا بشكل تعسفي.

ينضم هذا التقرير إلى عديد التقارير الدولية التي فضحت الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية، إلا أنّ المجتمع الدولي يظل مهتمًا بإصدار التقارير التي توثّق الجرائم الحوثية دون أن يتخذ إجراءات رادعة ضد هذا الفصيل الإرهابي.

وإجمالًا، تكبَّد السكان لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية لأثمانٍ إنسانية فادحة، بسبب الجرائم العديدة التي ارتكبها الانقلابيون على مدار سنوات الحرب.

وبيّنت إحصائيات سابقة، أصدرتها الأمم المتحدة، حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش أكثر من 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.

وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلبًا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.