انتفاضة على الحوثي والشرعية.. لماذا أصبحت ضرورة ملحة؟

الأربعاء 25 ديسمبر 2019 00:27:28
 انتفاضة على الحوثي والشرعية.. لماذا أصبحت ضرورة ملحة؟

تدفع المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية أثمانًا شديدة الفداحة جرّاء هذا الاحتلال، الذي استهدف البشر والحجر، ولم يسلم منه أحد من جانب، بالإضافة إلى إهمال حكومة الشرعية، المخترقة إخوانيًّا، لتحرير أراضيها.

ففي الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات على وجه التحديد، بات من المنتظر أن يتحرك السكان في انتفاضة عارمة لتخليص أنفسهم وتحرير أرضهم، سواء من المحتل الذي بسط سيطرته بالقوة الغاشمة أو من صاحب الأرض الذي حرّك البوصلة في اتجاه آخر، صوب معاداة الجنوب والسيطرة على أرضه ومقدراته.

وكثيرةٌ هي التقارير التي كشفت هول مآسي السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومنها أن أكثر من 20 مليون شخص يعيشون في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

يُضاف إلى ذلك أيضًا تردي الأوضاع الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتسبُّب المليشيات في تفشي الكثير من الأمراض القاتلة التي أودت بحياة الكثيرين خلال الفترة الماضية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الحرب الحوثية وما رافقها من وقفٍ لصرف الرواتب وارتفاع أسعار كافة السلع قد زادت من حجم معاناة السكان، الذين أصبحوا في وضعٍ لا يُحتمل.

هذه الأوضاع أثارت كثيرًا من الاحتمالات عن انتفاضة شعبية تندلع ضد المليشيات بشكل عاجل، لإنقاذ حياة السكان الذين يصارعون الموت ليل نهار، بل إنّ تأخُر الهبّة الشعبية على المليشيات الحوثية قد أُثار بعض الانتقادات.

ويقول المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، اليوم، منتقدًا صمت أهل صنعاء على جرائم مليشيا الحوثي: "حالة الصمت المطبق في صنعاء تجاه المحتل الحوثي الإرهابي يبدو أنه سمة تاريخية، تاريخياً صمتت صنعاء 70 عاماً تجاه الإحتلال العثماني الإرهابي، واليوم تعيد الكرة نفسها وتصمت تجاه الإرهاب الحوثي الإيراني، لماذا هذا الجمود وهذا الصمت وهذا الخوف الغير مبرر".

ومع التيّقن بأهمية الانتفاضة على الحوثيين، إلا أنّ الأمر لا يقتصر على ذلك، إذ لا يمكن للشماليين أن يعوِّلوا على نظام الشرعية في ظل سيطرة حزب الإصلاح الإخواني على مفاصله، من أجل القضاء على الحوثيين.

ففي الواقع، برهنت الفترة الماضية من الحرب أنّ حكومة الشرعية "المخترقة إخوانيًّا" هي الرابح الأكبر من الحرب وإطالة أمدها إلى الوقت الراهن، وذلك بالنظر إلى المكاسب العديدة التي حقّقها قادة هذا النظام من جرّاء الحرب.

كما أنّه لا يمكن التعويل على نظام الشرعية، الذي وجّه البوصلة صوب معاداة الجنوب واحتلال أراضيه والتضييق على أهله، من أجل فرض سيطرتهم عليه، لا سيّما العاصمة عدن، متناسين أنّ المعركة الأساسية هي صوب صنعاء، أو هكذا يجب أن تكون.