مدنيون بين الحوثي والخنازير.. تفشي أكبر وإهمال أبشع
لا تزال الأزمة الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، تُلقِي بظلالها على معاناة إنسانية يدق العالم كثيرًا من الأجراس بشأنها، دون أن يتغير شيء إلا مزيدٍ من المعاناة للسكان.
وضمن آثار إرهابها الغاشم، فقد تسبَّبت المليشيات الحوثية في تفشي الكثير من الأمراض، التي أدّت إلى وفاة وإصابة الكثيرين، وأصبحت مُهدِّدة للحياة على مدار الوقت.
وفيما أودى وباء الكوليرا بحياة الكثيرين على مدار السنوات، فقد أصبح الحديث الآن عن مرض إنفلونزا الخنازير، لا سيّما في ظل تعدُّد حالات الضحايا، مع إهمال صحي متعمّد من قِبل المليشيات بغية مضاعفة الأزمة.
وارتفعت حصيلة الوفيات جراء الإصابة بوباء إنفلونزا الخنازير في صنعاء والمناطق المحيطة بها خلال شهري نوفمبر الماضي وديسمبر الجاري إلى 94 حالة.
هذه الإحصائية "المروعة" أقرّت بها المليشيات الحوثية، لتبرهن على استمرار تردي الأوضاع الصحية في صنعاء، وإهمال هذا الفصيل الإرهابي لمواجهة الأزمة الصحية، وحرمان السكان من أقل معايير الحياة الآمنة.
وكانت الساعات الماضية شاهدةً على الإجرام الحوثي في القطاع الصحي، حيث رفضت المستشفيات الخاضعة لسيطرة المليشيات استقبال حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير، فيما تقوم بعض المستشفيات الخاصة باستقبالها مقابل مبالغ مالية باهظة.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل عمدت المليشيات أيضًا، على التقليل من انتشار المرض وذلك على الرغم من خطورته الفادحة على حياة السكان، وقد صدر هذا التقليل على لسان الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها يوسف الحاضري، حيث قلَّل من خطر انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، واعتبر أنَّ مشكلة من الملاريا والضنك والكوليرا تبقى أشد من هذا المرض.
الحاضري قال إنَّ "هناك تهويلًا في الحديث عن انتشار الفيروس، لكن لا يوجد سوى بعض حالات"، ودعا إلى "عدم أخذ المعلومات من وسائل التواصل والإعلام وانما من مصادرها في وزارة الصحة سواء لهذا الوباء أو لغيره من أمراض".
وحاول المسؤول الحوثي تبرئة المليشيات من مسؤولية تفشي هذا المرض مدعيًّا أنّ وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين وفَّرت الأدوية الخاصة بالمرض "Tamiflu".
انتشار هذا المرض المرعب لا يقتصر على صنعاء، وأصبح الرعب يسود بين السكان في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين جرّاء انتشار هذا الوباء.
وأنفلونزا الخنازير هي عدوى يسببها فيروس أنفلونزا يؤذي صحة الخنازير ويسبب تلوُّثًا في رئتي الخنزير، وفي حالات معينة يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الإنسان وأن ينتشر فينتقل من شخص إلى آخر، وبالرغم من أن هناك عدة أنواع من الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير، إلا أن النوع الذي يثير قلق الأجهزة الصحية، بشكل خاص، هو الفيروس من نوع "H1N1".
وحين يصاب شخص ما بأنفلونزا الخنازير قد يشعر بالتعب وبأوجاع في الجسم، التهاب في الحلق، وحمى وسعال، وهذا المرض في أغلب الحالات، ليس خطيرًا، لكنَّه قد يتطور في بعض الحالات، إلى التهاب رئوي، ومشكلات حادة في الرئتين، بل قد يؤدي إلى الموت أيضًا.
ليس "أنفلونزا الخنازير" هو المرض الوحيد الذي قتل به الحوثيون كثيرًا من السكان، فالقطاع الصحي بشكل عام في مناطق سيطرة المليشيات تعرَّض لكثيرٍ من الاعتداءات من قِبل المليشيات، حتى تفاقمت الأعباء على السكان بشكل لا يُطاق.
وكثيرًا ما صدرت تقارير دولية بيَّنت حجم المأساة التي يمر بها السكان في مناطق سيطرة الحوثيين، ومدى التضرُّر الحاد الذي نال من القطاع الصحي على مدار الأشهر الماضية.
وقبل أيام، وصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، وقالت إنّ الأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.