إحصاءات اليمن المرعبة.. هل توقظ ضمير العالم؟

الخميس 26 ديسمبر 2019 18:10:21
إحصاءات اليمن المرعبة.. هل توقظ ضمير العالم؟

دقّت الأمم المتحدة ناقوس خطر جديدًا بشأن الأزمة الإنسانية الفادحة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، والتي تتحمّل فيه حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، جانبًا من المسؤولية.

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين قالت إنّ 24 مليون شخص في اليمن بحاجة للمساعدات الإنسانية، وهو ما يعادل 80% من سكان البلاد.

وأضافت المفوضية أنّ أكثر من 3.6 مليون شخص أصبحوا نازحين في بلادهم، وأكتر من 25% من الأطفال اليمنيين خارج المدارس.

إحصاءات "مفوضية اللاجئين" وإن كانت لا تتضمَّن معلومات جديدة، لكنّها تنضم إلى تقارير عديدة أصدرتها المنظمة الدولية في وقتٍ سابق، كشفت عن هول المأساة الإنسانية في اليمن، الناجمة عن انتهاكات عديدة ارتكبتها المليشيات الحوثية.

وقبل أيام، قالت الأمم المتحدة إنَّ اليمن لا يزال يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكنه واحد من أكثر الأزمات فعالية على الرغم من بيئة التشغيل الصعبة.

وصرّح ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بأنَّ الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية يقدمون المساعدات الإنسانية إلى 12 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد هذا العام مما يجعلها أكبر عملية مساعدات في العالم.

وأضاف المتحدث أنَّ حوالي 24,1 مليون شخص، أي 80% من سكان اليمن، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، لافتًا إلى أنَّ ما لا يقل عن 5,1 مليون شخص في 75 منطقة لا تصلهم المساعدات الإنسانية بسبب القيود التي تفرضها السلطات.

وبحسب المصدر نفسه، فإنّ 3,3 مليون شخص لا يزالون مشردين داخليًّا، فيما تمّ تهجير نصف مليون شخص هذا العام وحده.

ويحتاج ما يقدر بنحو 7.4 مليون شخص إلى مساعدات غذائية، منهم 3,2 مليون شخص يحتاجون إلى علاج لسوء التغذية الحاد.


وبيّنت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.

وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلبًا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

هذا الوضع المأساوي لا تتحمّل مسؤوليته المليشيات الحوثية وحدها، لكنّ حكومة الشرعية شاركت في الجُرم بشكل مروِّع، بعدما تركت نفسها لاختراق حزب الإصلاح الإخواني، الذي فرض أجندته وإرهابه على تحركاتها.

أبرز خطايا "الإصلاح" كان تسيير الشرعية في طريق خيانة التحالف العربي، عندما تحالف الحزب النافذ في الحكومة مع المليشيات الحوثية، وسلّمها جبهات استراتيجية وجمّد القتال في جبهات أخرى، ما كبّد التحالف العربي عواقب وخيمة تمثّلت أبرزها في تأخير الحسم العسكري في مواجهة المليشيات الموالية لإيران.

لم يكتفِ "الإصلاح" بهذا الغدر وهذه الخيانة، بل حرّف بوصلة الحرب وشوّه مسارها، وخلت أجندته واهتماماته من العمل على استعادة صنعاء من قبضة الحوثي، بل أصبح الشغل الشاغل لحكومة الشرعية هو العمل على احتلال العاصمة عدن وإحداث فوضى عارمة في الجنوب ونهب مقدراته تمهيدًا للسيطرة عليه.