العقول المفخخة.. قصة مسلح حوثي قتل شقيقه ورفيقه في جبهة الجوف

الجمعة 27 ديسمبر 2019 18:41:13
العقول المفخخة.. قصة مسلح حوثي قتل شقيقه ورفيقه في جبهة الجوف

يومًا بعد يوم، تدفع المليشيات الحوثية ثمن الطائفية التي غرستها في صفوف عناصرها طوال السنوات الماضية، حيث يتم الكشف عن إقدام أحد عناصر هذا الفصيل الإرهابي على قتل أفرادٍ من أسرته، وغالبًا ما يكون السبب هو دعم المليشيات.

واقعة جديدة حدثت في إحدى جبهات القتال بمحافظة الجوف، حيث أقدم مسلح حوثي على قتل شقيقه ورفيقه، قبل أن ينتحر بإطلاق النار على نفسه.

مصادر محلية قالت إنّ المسلح الحوثي يُدعى أمين عبده صالح الظاهري أطلق الرصاص الحي على شقيقه سليم عبده صالح الظاهري ورفيقه يدعى أبو توفيق في إحدى الجبهات بالمحافظة.

وأضافت المصادر أنّ أبو توفيق وسليم الظاهري لقيا حتفهما على الفور برصاص شقيق الأخير أثناء تواجدهم في صفوف المليشيات الحوثية في جبهات القتال، مشيرةً إلى أنّ الجاني أطلق النار على نفسه منتحرًا بعد قيامه بتصفية شقيقه ورفيقه.

هذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها عنصر حوثي أحدًا من أفراد أسرته، لكنّ الجديد هذه المرة أنّ الواقعة حدثت على إحدى جبهات القتال، وهي تعبِّر عن فداحة غرس ثقافة القتل والإرهاب التي ملأت قلوب الحوثيين بسبب الثقافة الطائفية التي ملأت عقول عناصر هذا الفصيل.

ففي نهاية أكتوبر الماضي، أقدم قيادي حوثي يدعى إبراهيم عبدالله أبو حروب، على قتل والدته بعدما اقتحم منزلها وأطلق عليها وابلًا من الرصاص ما أسفر عن مقتلها في الحال.

قبل ذلك، ارتكب أحد عناصر المليشيات جريمة مشابهة بمديرية جبل يزيد غربي مدينة عمران، فعقب عودته من إحدى الجبهات طالب شقيقته بمقتنياتها الذهبية لدعم ما يُسمى "المجهود الحربي"، لكنّها رفضت إعطاءه هذه المقتنيات، فبادر هذا الحوثي بإطلاق الرصاص على شقيقته وعلى أمه، فسقطتا قتيلتين في الحال.

وبينما تنتشر في صفوف المليشيات جرائم يرتكبونها ضد أسرهم وأقاربهم، فإنّ محللين يُرجّعون ذلك إلى تلقين الانقلابيين موادًا طائفيةً ملغمة تغرس فيهم ثقافة الموت والكراهية والتضحية بأي شيء مقابل نصرة هذا الفصيل الإرهابي.

ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، فإنّها صبّت كمًا كبيرًا من اهتمامها على "الطائفية" التي اتخذتها سلاحًا لنشر أفكارها المتطرفة وغرس بذور استمرارها في عقول المنضمين إليها، وهي تُشهر هذا السلاح الفتاك في مختلف القطاعات، لا سيّما لدى الأطفال في المدارس وكذلك في المدارس الصيفية التي تنظِّمها المليشيات.