الإرهاب الحوثي في الحديدة.. تصعيدٌ آثاره غاشمة
تواصل المليشيات الحوثية تحركاتها العسكرية والمسلحة التي تستهدف إفشال مسار السلام، وإطالة أمد الحرب، وهو ما يُكبِّد المدنيين أفدح الأثمان.
ففي الساعات الماضية، كثّفت مليشيا الحوثي عمليات استهداف المناطق والأحياء الواقعة في نطاق سيطرة القوات المشتركة بمحافظة الحديدة.
وشنَّت المليشيات الحوثية في قصفًا كثيفًا على حي منظر، الذي تقع فيه نقطة المراقبة الأممية الخامسة لوقف إطلاق النار، ما أجبر عشرات الأسر على النزوح.
كما استهدفت مليشيا الحوثي، مواقع القوات المشتركة بالقرب من مطاحن البحر الأحمر وخط كيلو 16، ومواقع تخضع لمراقبة نقطة الرقابة الأممية الأولى بالقرب من مستشفى 22 مايو في شارع الخمسين.
وعملت المليشيات على استحداث الأنفاق وحفر الخنادق التي تمتد من المزارع وبمسافات طويلة تصل إلى داخل منازل المواطنين شرق مديرية التحيتا، جنوبي الحديدة.
وأظهرت لقطات مصورة قيام الميليشيات بحفر الأنفاق والخنادق التي امتدت لمسافات طويلة بمحاذاة الطرقات، ومن المزارع إلى داخل منازل المواطنين الذين هجّرتهم المليشيات وتمترست بداخلها.
وفي مديرية بيت الفقيه جنوبي الحديدة، شنّت مليشيا الحوثي قصفًا كثيفًا على مناطق آهلة ومواقع للقوات المشتركة، في منطقة "الجاح" بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وقال مصدر عسكري إنّ القوات المشتركة تمكَّنت من إحباط محاولة التسلل، عقب اشتباكات بمختلف الأسلحة أوقعت خسائر في الأرواح والعتاد في صفوف الحوثيين، مشيرًا إلى تنفيذ القوات المشتركة عملية تمشيط واسعة لتعقب المسلحين الحوثيين وتأمين المنطقة.
وصدَّت القوات المشتركة، محاولة تسلل للمليشيات الحوثية في منطقة الطور بمديرية بيت الفقيه بعد مواجهات تكبدت فيها الأخيرة قتلى وجرحى.
وفي مدينة حيس جنوبي الحديدة، شنَّت المليشيات الحوثية عمليات قصف على الأحياء السكنية أسفر عن تدمير منزل المواطن داوود الحضرمي، إضافة إلى أضرار بمنازل أخرى.
وتعمل المليشيات على التصعيد في أكثر من منطقة جنوب الحديدة عبر تفجير الوضع عسكريًّا، في سعي منها لنسف الهدنة والقضاء على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الحديدة.
ويتكرر الإرهاب الحوثي ضد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات بشكل يومي، ويدفع ثمنه ملايين المدنيين جرَّاء الانتهاكات والخروقات التي ارتكبها هذا الفصيل المتطرف.
تُمثل هذه الخروقات ضربات متكررة اعتادت المليشيات الحوثية على توجيهها ضد اتفاق السويد، الذي تمّ التوصُّل إليه في ديسمبر 2018، ونُظر إليه بأنه الخطوة الأولى في مسار الحل السياسي، إلا أنّ الجرائم العديدة التي ارتكبتها المليشيات على مختلف الأصعدة، قد أجهضت فرص إنجاح هذا المسار السياسي.
وإجمالًا، تكبَّد السكان لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية لأثمانٍ إنسانية فادحة، بسبب الجرائم العديدة التي ارتكبها الانقلابيون على مدار سنوات الحرب.
وبيّنت إحصائيات سابقة، أصدرتها الأمم المتحدة، حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش أكثر من 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.