الإشادة البريطانية بـالانتقالي.. مجلسٌ عند حسن الظن به
حظيت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، إشادة بريطانية بسبب التزام المجلس الكامل ببنود اتفاق الرياض المُوقَّع في الخامس من نوفمبر الماضي.
الإشادة البريطانية جاءت على لسان سفير لندن لدى اليمن مايكل آرون، خلال لقائه اليوم الخميس مع الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة السعودية الرياض، حيث قال إنّ بلاده تدعم جهود المملكة العربية السعودية في تنفيذ مضامين اتفاق الرياض، مشيرًا إلى أنّ تنفيذ الاتفاق يعد أمر بالغ الأهمية للوصول إلى مفاوضات العملية السياسية الشاملة.
وأشاد آرون خلال اللقاء، بدور المجلس الانتقالي الجنوبي البنّاء في إحلال السلام، وفي استتباب الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، ودوره الإيجابي في تنفيذ بنود اتفاق الرياض ومساعيه الجبارة باعتباره طرفًا رئيسيًّا في أي عملية سياسية سلمية قادمة.
من جانبه، أعرب الدكتور الخبجي عن إشادته بجهود المملكة المتحدة من أجل إيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن، لا سيما في مجلس الأمن الدولي ودعمها لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث.
واستعرض الخبجي للسفير البريطاني جهود تنفيذ بنود اتفاق الرياض، مؤكدًا أنّ جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية محل احترام وتقدير شعب الجنوب، وعبّر عن تقديره باهتمام السفير آرون بشؤون المجلس الانتقالي وأوضاع الجنوب، مؤكدًا أنَّ الشعب الجنوبي يراقب باهتمام خطوات تطبيق اتفاق الرياض ولن يقبل أي تجاوز وهو مستعد لمواجهة أي أخطار مهما كانت وفي اللحظة المناسبة.
وأضاف أنّ هناك توافقًا بأنّ الأسبوعين المقبلين سيشهدان حراكًا مكثفًا لتنفيذ بنود اتفاق الرياض وأهمها عملية الانسحاب العسكري للقوات من أبين وشبوة وتعيين محافظ ومدير أمن عدن، وفي حال إتمام هذه الترتيبات حسب الخطة الموضوعة لها سيتم بعدها الانتقال إلى الخطوات اللاحقة من الاتفاق، وفي مقدمتها تشكيل الحكومة الجديدة وتعيين محافظي ومدراء أمن للمحافظات بحسب التراتبية الزمنية لبنود اتفاق الرياض.
وأكد الخبجي أنّ المجلس الانتقالي لا يزال ملتزمًا بتنفيذ كافة بنود الاتفاق وفقًا لتراتبيتها وتسلسلها الزمني، محملًا الأطراف الساعية إلى إثارة الخلافات والحروب وزعزعة امن واستقرار المنطقة مسؤولية أي عرقلة أو تعطيل لتنفيذ مضامين الاتفاق.
تصريحات الخبجي وإشادة السفير البريطاني تعكس تعامل الجنوب النناء مع اتفاق الرياض، الذي تعرَّض للكثير من الانتهاكات والخروقات من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية والتي حاولت بشتى السبل إفشال هذا المسار.
وقد برهنت القيادة السياسية الجنوبية على حنكتها الاستراتيجية، في تعاملها "الصبور" مع الاختراقات التي تشنها المليشيات الإخوانية ضد بنود اتفاق الرياض.
الاتفاق تعرَّض لعديد الخروقات والاتفاقات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية، في وقتٍ تبدي فيه القيادة السياسية الجنوبية التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق من أجل إنجاحه، نظرًا لأهمية هذه الخطوة في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما حرّف حزب الإصلاح مسار هذه البوصلة على مدى السنوات الماضية.
الجنوب أكّد تمسُّكه بتنفيذ الاتفاق، وقد صدر ذلك على لسان رأس القيادة الجنوبية، وهو الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، الذي قال إنّ دولة الجنوب القادمة ستكون دولة نظام وقانون وعدالة، مؤكدًا أنّه لن يكون فيها موطئ قدم للفاسدين والإرهابيين.
الرئيس الزُبيدي أعرب عن تمسُّك المجلس الانتقالي الجنوبي بتنفيذ اتفاق الرياض وضمان الشراكة في إدارة الدولة، مؤكدًا أنّ المجلس لم ولن يصمت أبدًا على انتهاكات وخروقات الطرف الآخر وسينتظر انتهاء المهلة الزمنية لاتفاق الرياض ليقول كلمته.
التزام الجنوب بتنفيذ بنود اتفاق الرياض يندرج في إطار جهود الجنوب إلى جانب التحالف العربي فيما يتعلق بالحرب على الحوثيين، وهي معركة يقف فيها الجنوب إلى جانب التحالف في مواجهة المشروع الإيراني.
في الوقت نفسه، فإنَّ الجرائم والانتهاكات الإخوانية التي ارتكبتها هذه المليشيات ضد الجنوب لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وهو ما أكَّد عليه الرئيس الزُبيدي بأنّ الجنوب سيبقى ملتزمًا ببنود الاتفاق، فيما سيكون الرد على الجرائم الإخوانية عقب انتهاء المهلة التي ينص عليها الاتفاق.