الإعلام الجنوبي.. شروط ومتطلبات تطوره
أحمد أبو صالح
- الحرب على عدن
- إعلام عدن الرسمي (الكبير) وسياسة الوزير (الصغير) !!
- إلى روح الشهيد "تاجرة" في ذكرى استشهاده الأولى
- نعم نريد الكهرباء ولكن هل نرفض المشاريع الأخرى ؟
أسمع وأقرأ وأشاهد الكثير من التساؤلات التي تأتي معظمها عفوية ومن أناس عاديين جداً عن الإعلام الجنوبي، أو بمعنى آخر وأوضح إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي، وغيابه عن مواكبة الكثير من الأحداث التي من المفترض أن يكون حضوره فيها لافتاً بل طاغياً.
تتكرر تلك التساؤلات عند اشتداد الحملات الإعلامية وانتشار الإشاعات والأكاذيب من قِبل الإعلام المعادي للانتقالي والجنوب كافة عن دور الإعلام الجنوبي في التصدي لتلك الأكاذيب والإشاعات والطرح والتناول الزائف ودحضها والرد عليها.
إنه لشيء جميل جداً أن تدرك قيادة مجلسنا الانتقالي الموقرة أهمية الإعلام ورسالته وتأثيره وتهب جزء من اهتماماتها وأولوياتها وإمكانياتها له.
فذلك الاهتمام يعكس حقيقة إدراكها، أي القيادة، الأهمية الكبيرة التي يشكلها الجانب الإعلامي في حياة الكيان الجنوبي الكبير وأهمية ضرورة وجود منظومة إعلامية تساير تحركاته وتبرز مضامين وأهداف مشروعه الوطني.
وبما أن المشروع الوطني الذي يتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي مشروع إستراتيجي كبير مرتكز على مداميك وطنية عظيمة أبرزها وأهمها على الإطلاق قاعدة شعبية عريضة يمثلها الشعب الجنوبي الداعم الأول والأساسي للمجلس، وذلك الشعب الذي جند نفسه كأبرز وأهم وأكبر أداة لتنفيذ ذلك المشروع العظيم.
وكما أسلفت أن إدراك السيادة في قيادة الانتقالي أهمية الجانب الإعلامي وإعطائه شيئاً من الاهتمام، والذي أنتج حتى الآن إنشاء قناة فضائية (عدن المستقلة)، وإذاعة محلية (هنا عدن)، وإنشاء ودعم صحف ورقية ومواقع إخبارية إلكترونية.
كل تلك الوسائل الإعلامية على الرغم من قلتها ومحدودية إمكانياتها عملت وما تزال تعمل جاهدة في التعاطي مع عظمة ونبل المشروع الوطني الذي يحمله المجلس الانتقالي الجنوبي منذ اللحظة الأولى لولادته، وتعمل في إطار التسويق له ونشر مضامينه وأهدافه المشروعة، وتمكنت حتى الآن من قطع شوط لا بأس به في هذا السياق، ولكنه لم يرتقِ بعد إلى مستوى وأهمية المشروع العظيم، ولم يصل إلى مستوى تطلعات الجمهور الجنوبي وطموحه في رؤية الآلة الإعلامية الجنوبية، وهي تجوب أرجاء الكون قاطبة، وتصل محتويات برامجها وموادها المختلفة إلى أحداق ومسامع وعقول من فيه.
صحيح هناك جهد إعلامي مبذول، وصحيح أن هناك أموالا تنفق عليه؛ ولكن الأكثر صحة أن هناك أخطاء مرافقه لذلك الجهد، وهناك قصور، وهناك أشياء ذات أهمية قصوى لم يبدأ المسئولون عن الإعلام الجنوبي طرق أبوابها بعد.
فلو استعرضنا أدوات ووسائل المؤسسة الإعلامية الجنوبية المدعومة بسخاء من المجلس الانتقالي الجنوبي نجدها قليلة جدا، مقارنة بما تمتلكه الحكومة اليمنية أو أحزابها السياسية كحزبي المؤتمر والإصلاح على سبيل المثال، ولكنها تبقى منجزاً على اعتبار أننا قبل ميلاد الانتقالي لم نكن نمتلك شيئاً على الإطلاق، وإن وجد فهو قليل جداً.
ومن هذا المنطلق يتوجب علينا تطوير وتحديث ما هو موجود لدينا من وسائل إعلامية وتمكينه من مقارعة الآخرين ومنافستهم؛ بل والتفوق عليهم إن أمكن، وذلك لا يأتي بالتمني أو بالتقوقع في دائرة الشكوى والتذرع بقلة الإمكانيات وغيره؛ بل بمضاعفة الجهد المبذول وباتباع الطرق العلمية الحديثة والاستعانة بالمتخصصين في مجال صناعة وإدارة الإعلام، واستيعاب الخبرات الإعلامية والكوادر المتميزة والكفؤة وإتاحة الفرص للشباب المتميزين في هذا المضمار، وتوفير الإمكانيات الفنية والمادية لإنجاح مشروع تطوير الإعلام الجنوبي.
وحتى إن توفرت كل تلك العناصر لم ولن تحدث أي تغيير ننشده، ما لم نوجد استقرارا إداريا في قمة الهرم الإداري لمؤسساتنا الإعلامية، وأعني بالاستقرار وجود قيادات إدارية كفؤة ونزيهة محبة للجنوب ووفية لشعبه وقضيته.
قيادات تمتلك الخبرة والدراية الكاملة بتفاصيل العمل الإعلامي، وتتعامل مع كوادر ومنتسبي تلك المؤسسات بمصداقية وحياد دون تمييز أو مجاملة أو محاباة.
هنا فقط نستطيع أن نبرز ونبدع ونتخطأ حاجز الرتابة والتكرار الذي يسود معظم وسائل إعلامنا إن لم يكن كلها، ونستطيع الخروج من روتين الأناشيد الوطنية وعرض لقطات المسيرات الجماهيرية إلى رحاب البرامج السياسية الهادفة والتقارير والتغطيات الإخبارية الواسعة وبث الرسائل الجنوبية المؤثرة إلى المشاهد والمستمع والقارئ العربي والعالمي