كيف تعاطى الإعلام الإيراني مع التطورات الاخيرة في اليمن؟

الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 08:25:00
كيف تعاطى الإعلام الإيراني مع التطورات الاخيرة في اليمن؟
المشهد العربي/ متابعات

تجاهل الإعلام الإيراني الأحداث والتطورات الجسيمة  التي تشهدها  اليمن منذ 3 أيام، ما يناقض بشكل واضح سياسة طهران الإعلامية المنتظمة طيلة السنوات الـ 3 الماضية تجاه أحداث اليمن، خاصة وأن عدداً من المسؤولين الإيرانيين وقيادات الحرس الثوري كانوا قد تفاخروا بسيطرة ميليشيا الحوثي على صنعاء وقالوا إنها العاصمة الرابعة التي تخضع لسيطرتهم بعد بغداد ودمشق وبيروت.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية مثل “فارس” و”تسنيم” و”مهر” و”ايرنا” و”شرق” وغيرها، تنقل أخبار اليمن بشكل منتظم وساعة بساعة، بدءاً بمحاصرة المدن اليمنية وتجويع سكانها، إلى إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع ضد المملكة العربية السعودية.
إلا أن وسائل  الإعلام هذه، تجاهلت التطورات الكبيرة في صنعاء، وركزت  على مزاعم الميليشيات في إطلاق صاروخ على المنشآت النووية الإماراتية في أبوظبي.
وكتبت صحيفة “كيهان” التابعة للمرشد الأعلى، في الصفحة الأولى: “صواريخ أنصار الله كما وعدت بأنها سوف تصيب عواصم  جميع البلدان المشاركة في التحالف العربي ضد اليمن فعلت، وأطلقت أمس “صاروخ كروز” على منشآت براكة النووية في أبو ظبي”.
وأضافت الصحيفة: “بدأت حركة أنصار الله بتطبيق وعدها بإطلاق صواريخ على مطار الرياض الدولي واليوم تضرب الإمارات”.
وقال كاتب  الافتتاحية، محمد صرفي، المقرب من الحرس الثوري،  إن الصاروخ ضرب المنشآت، بينما الفيديو الذي نشرته وسائل الإعلام الحوثية نفسها يظهر سقوط الصاروخ بعد دقائق بسماء اليمن.
ووصف الكاتب جوان أحمد کاظم زاده، موقف الرئيس الراحل  علي عبدالله صالح الأخير بـ “الخيانة الكبرى”، وأكد أن مصير صالح سوف يكون كما كان مصير الحريري في لبنان، في إشارة لاغتيال رفيق الحريري.
وقال عبد الكريم الدحيمي المختص في الشأن الإيراني عبر اتصال هاتفي بـ “إرم نيوز”: “إن تجاهل طهران للأحداث الجسيمة في اليمن نابع عن شعورها بالخسارة المحتملة التي تراها في جبهة حلفائها الحوثيين، حيث التجارب الماضية لسلوك إيران تثبت بأنها  أينما وجدت خاسرة أو سوف تخسر، فهي  تتخذ الصمت بغية الهروب من المسائلة من الرأي العام للشارع الإيراني الذي يدفع أمواله ثمنا للتدخل في هذه الملفات، قد طبقت هذه السياسة في قضية رهائن السفارة الأمريكية في بداية الثمانينات من القرن العشرين، حيث أطلق سراحهم دون مقابل بعد تهديدات الرئيس الأمريكي رونالد ريغان آنذاك، كما استخدمت إيران سياسية الصمت الإعلامي بعد هزيمتها في الحرب مع العراق وقبولها وقف إطلاق النار”.
وقال الدحيمي: “ربما اتخذت إيران الصمت لأنها جعلت حزب الله في لبنان ينوب عنها إعلاميا حيث كان “الإعلام الحربي” يوم الأحد أول من بث خبر الصاروخ الحوثي المزعوم الذي أطلق على الإمارات، كما سبقه تلفزيون “الميادين” في نشر خبر اغتيال الرئيس السابق صالح وهناك قناتي “المسيرة” و”المنار” وكوادرها المدعومة من إيران والتي تعمل تحت مضلة حزب الله نيابة عن طهران فما الحاجة لإيران بعد كل هذا”.