قتلى في جامعة ذمار.. وجهٌ آخر للطائفية الحوثية

الأربعاء 15 يناير 2020 02:14:00
"قتلى في جامعة ذمار".. وجهٌ آخر للطائفية الحوثية

واصلت المليشيات الحوثية ممارساتها الطائفية، مستغلة في ذلك سيطرتها الغاشمة على عددٍ من المناطق، والتي تكبَّدت بدورها كثيرًا من الأثمان الفادحة.

ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، دفع التعليم ثمنًا باهظًا من هذه الطائفية الحوثية، عبر سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها هذا الفصيل في هذا الصدد.

ففي جريمة حوثية في هذا الصدد، أصدرت المليشيات قرارًا بتغيير أسماء 23 قاعة دراسية في جامعة ذمار لتحمل أسماء قياداتها الذين قتلوا في المعارك خلال الأيام الماضية.

ويأتي هذا القرار ضمن مساعي المليشيات الحوثية لطمس الهوية واستبدال أخرى طائفية مذهبية، وربط كل ما حولهم بالحرب والموت، من خلال إطلاق أسماء طائفية محل الأسماء ذات الدلالة التاريخية.

ويؤكِّد مراقبون أنّ هذه الخطوة الحوثية الطائفية تحمل تأثيرًا كبيرًا في تجريف الهوية، فضلًا عن أنّ هذا الأمر يمثل اعتداءً صارخًا على قطاع التعليم في الوقت نفسه.

وتعرَّض قطاع التعليم لكثيرٍ من الاعتداءات الحوثية، سواء من خلال محاولات تغيير المناهج، أو من خلال سلسلة طويلة من الاعتداءات على أطراف هذا القطاع، من معلمين وطلاب وحتى مبانٍ دراسية.

ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، عملت على تحميل السكان ثمن طائفيتها الحادة، سواء ماليًّا أو حتى عبر سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها في هذا الصدد.

وكانت المليشيات قد برهنت على هذه الطائفية قبل أيام، عندما خصَّصت مبالغ مالية كبيرة لطباعة لوحات دعائية وصور وملصقات في محافظة ذمار، للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي قتل في ضربة أمريكية.

ووجّهت ميلشيا الحوثي بطباعة صور وملصقات لـ"سليماني" في عدد من محلات الدعاية والإعلان بشارعي رداع والتعاون بمدينة ذمار، وخصَّصت المليشيات مبالغ مالية قدرت بحوالي مليوني ريال، لطباعة الصور والملصقات وألزمتهم بإخراجها، وتوزيعها وإلصاقها في المقرات الأمنية ومقرات تجمع المليشيات.

وتسبَّب الحوثيون بفعل هذه الممارسات الطائفية في تكبيد السكان آثارًا فادحة سواء فيما يتعلق بالاستهداف الجسدي عبر المطاردة والاختطاف والتعذيب وحتى القتل لكل من يخالف سياسات المليشيات، وفي الوقت نفسه الجبايات التي يفرضها عليهم الانقلابيون من أجل تمويل مثل هذه الأنشطة.