تمويل الإعلام الحوثي.. نجل هادي الذي جلب العار للشرعية
أي عبث ذلك الذي يتسم به نظام الشرعية، ذلك الذي يجعلها ترتمي في أحضان المليشيات الحوثية في الوقت الذي تدعي فيه للعالم أجمع أنّها تقف معادية أمام هذا الفصيل الإرهابي.
فضيحة جديدة كشفت العلاقات المريبة التي تجمع بين الشرعية والحوثيين، تعود إلى قناة تلفزيونية تابعة للمليشيات الحوثية، يُمولِّها جلال نجل الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي.
واعترفت قيادات في مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، بأنّ "جلال" يُموِّل قناة الهوية التابعة للقيادي الحوثي محمد العماد, وذلك في معرض ردهم على اعتراض قيادات في حزب المؤتمر بصنعاء على ما تبثه القناة من مواد تحريضية ضد الحزب.
وعلم "المشهد العربي" من مصدر مؤتمري في صنعاء أنّ الحزب أبلغ مليشيا الحوثي اعتراضه على حملة التحريض الإعلامية التي تشنها القناة الموالية للمليشيات، بعد اتهامها لقيادات المؤتمر بالمسؤولية عن الفساد في حكومة الحوثي غير المعترف بها.
وأضاف المصدر أنَّ الرد خرج من قيادات حوثية عليا بأنَّ القناة يمولها جلال هادي وأن القيادي الحوثي محمد العماد تجمعه علاقه بجلال هادي قبل ما سموها ثورة 21سبتمبر 2014.
وأشار إلى أنّ قيادات المؤتمر طالبت المليشيا بحاكمته على غرار قرارات الحوثي بمحاكمة كل العناصر غير الموالية لها بحجة التواصل مع ما يصفونهم بـ"العدوان".
و"جلال" معروفٌ بعلاقاته النافذة مع المليشيات الحوثية، كما أن يعمل وفقًا لأجندة معادية للتحالف العربي، تعمل على تقوية نفوذ حزب الإصلاح الإخواني بما يخدم الأهداف القطرية والتركية.
هذه الفضيحة المدوية تكشف ما حاول نظام "الشرعية" إخفاءه لفترات طويلة، وهي العلاقات سيئة السمعة التي تجمعه مع المليشيات الحوثية، في وقتٍ يدعي فيه هذا النظام "المظلومية" على مدار الوقت جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
وبالنظر إلى الاختراق الإخواني لنظام الشرعية، فإنّه من غير المستغرب إتباع هذه "المظلومية"، وهي سياسة دائمًا ما تتخذها جماعة الإخوان الإرهابية في مختلف مناطق نفوذها، في محاولة من قِبلها للحصول على أكبر قدرٍ ممكن من الدعم والتعاطف.
فضيحة تمويل "الشرعية" للقناة الحوثية تنضم إلى سلسلة الطعنات التي توجِّهها الحكومة المخترقة إخوانيًّا للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وذلك على الرغم من الدعم الهائل الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة على مدار السنوات الماضية، على الأصعدة السياسية والعسكرية وكذا الإغاثية.
ويملك قادة نظام الشرعية، الكثير من الاستثمارات في مناطق سيطرة الحوثيين، وقد ظلَّت هذه الاستثمارات في مأمن بفعل العلاقات التي تجمعهم بالمليشيات، وهي علاقات يديرها ويُنسِّقها الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي يملك شخصيًّا كثيرًا من الاستثمارات في مناطق المليشيات الإرهابية، لم يطالها أي تأثير بفعل الحرب.