المناضل أبو فارس في ذمة الله
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
تتوالى الأخبار الحزينة تباعاً فقد تلقيت اليوم نبأ وفاة الصديق والرفيق المناضل سيف سالم محسن السعيدي المشهور بابي فارس بعد عمرٍ حافل بالعطاء والنضال المتفاني من اجل الوطن وقضاياه المصيرية.
بدأ ابو فاس مسيرته النضالية في منتصف ستينات القرن الماضي وكان من بين الشباب المنخرطين في صفوف الجبهة القومية والمؤازرين للنهج المواجه للاستعمار وأنصاره وواصل نضاله بعد الاستقلال من خلال الانخراط في صفوف الحرس الشعبي وفي عملية بناء جهاز السلطة المحلية في مناطق يافع الريفية التي لم تعرف قط أي شكل من أشكال السلطة.
لكن الدور الأكبر للفقيد ورفاقه تجسد من خلال الأعمال الجماهيرية التي استهدفت شق الطرقات وبناء المدارس والمراكز الصحية والتعاونيات الاستهلاكية، والتي مثلت مكاسب ملموسة لكل السكان بلا استثناء.
لم يسع الفقيد لتبوء المناصب القيادية أو جني المكاسب المادية بل ظل عازفاً عن متاع الحياة ومغرياتها بل كان كريما في العطاء زاهداً في الأخذ حيث ظل يقدم ما يملك ولا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكورا.
شارك أبو فارس في جميع المنعطفات والمراحل التي مرت بها التجربة الوطنية في الجنوب، وظل محتفظا بموقفه الوطني الشريف في أقسى المراحل وأكثرها التباسا وحدةً.
وبعد عدوان ١٩٩٤م واجتياح الجنوب وتدمير دولته، كان ابو فارس أحد المؤسسين لتجربة اللجان الشعبية التي مثلت البذرة المبكرة للثورة الجنوبية السلمية حيث كان عضواً في اللجنة الشعبية بمحافظة أبين بجانب الزميل المناضل د سعودي علي عبيد والفقيد المناضل عامر سيف الصوري ورفاقهم.
وعند انطلاق الثورة الجنوبية السلمية في العام ٢٠٠٧م كان من أوائل المنخرطين فيها ولم يدع فعالية من فعالياتها إلا وكان حاضرا فيها، وقد تعرض مرارا للاعتقال على أيدي أجهزة الامن الرسمية لكنه كان يخرج من المعتقل إلى ساحات الفعاليات السلمية ولم تثنه الملاحقات ومحاولات التضييق عن تمسكه بعدالة القضية الجنوبية وإيمانه بحق الشعب الجنوبي في استعادة دولته وتقرير مصيره المستقل بعيدا عن التبعية والوصاية.
بقيت الإشارة إلى أن أبا فارس كان من نشطاء الحزب الاشتراكي اليمني المثابرين والمخلصين، وحتى في ظروف الصراعات بين الأجنحة السياسية داخل الجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي كان لا يغيب موقتاً حتى يعود إلى صفوف الحزب رافضا كل المغريات والعروض التي قدمت له في محاولة استقطابه لإدانة تجربة الثَورة الجنوبية وتاريخ الحزب الاشتراكي، وقد كان احد أبرز قيادات الحزب في محافظة أبين بجانب مشاركته في قيادة الفعاليات الجنوبية وآخرها نشاطه في إطار تكوينات المجلس الانتقالي الجنوبي على صعيد محافظة أبين.
رحم الله المناضل أبا فارس واسكنه فسيح جناته
وصادق العزاء للزميل الأستاذ فارس سيف سالم وإخوانه ولأخيه العميد ابوبكر سالم محسن وكافة اهل الفقيد وذويه ومحبيه ولكل مناضلي الثورة الجنوبية السلمية وقيادات وقواعد الحزب الاشتراكي في مديريات يافع ومحافظة أبين.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.