اتفاق الرياض.. بين التزام الجنوب وانتهاكات الشرعية
الجمعة 17 يناير 2020 03:26:23
"جنوب ملتزم وشرعية مُنتهِكة".. العنوان الأبرز للشهرين ونصف التي مرّت على اتفاق الرياض الذي تمَّ التوصُّل إليه في الخامس من نوفمبر الماضي، بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية.
الاتفاق الذي تمّ التوصُّل إليه برعاية سعودية كاملة، كان الهدف الأساسي له ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما عمل حزب الإصلاح الإخواني، المخترِق لحكومة الشرعية على تشويه هذه البوصلة طوال الفترة الماضية.
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه الخطوة فيما يتعلق بمستقبل الحرب على الحوثيين، إلا أنّ حكومة الشرعية واصلت العبث ببنود هذا الاتفاق، وذلك من خلال سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي استهدفت في المقام الأول إفشال هذا المسار.
وحتى قبل التوصُّل للاتفاق، كانت المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية قد حاولت إفشال الاجتماعات التي عقدت في مدينة جدة السعودية، من أجل إفشالها وعدم التوصّل لاتفاق، إلا أنّه بفضل المشاركة الفاعلة للمجلس الانتقالي في المحادثات والتصميم السعودي على إنجاحها قد أدّى إلى توقيع الاتفاق.
ولم يكن متوقعًا أن يرفع حزب الإصلاح الراية بسهولة لا سيّما أنّ الاتفاق يقضي على نفوذ "الإخوان" سياسيًّا وعسكريًّا، ولذلك فقد عمل الحزب المخترق للشرعية على إفشال الاتفاق وذلك عبر سلسلة طويلة من الانتهاكات والخروقات لبنوده.
في مقابل كل ذلك، تُبدي القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق من أجل إنجاح هذا المسار، وهو ما برهن على أنّ الجنوب يقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي في الحرب على الحوثيين، على عكس حكومة الشرعية التي طعنت التحالف عبر تعاونها وتنسيقها مع المليشيات الموالية لإيران.
تعبيرًا عن ذلك، قال الرئيس عيدوس الزُبيدي ، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إنّ المجلس التزم بالتهدئة احترامًا لجهود المملكة العربية السعودية وحرصها على إحلال السلام، موضحًا أنَّ مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية لازالت تعمل على التصعيد المستمر والحشود المتواصلة باتجاه الجنوب خلافًا للاتفاق الذي ينص على الانسحاب.
وأضاف أنَّ المجلس الانتقالي ملتزم بضبط النفس، رغم الاستفزازات التي لا تتوقف، متابعًا: "إذا استدعت الضرورة فنحن قادرون على حماية شعبنا من أي محاولة تطاول ولا قلق في هذا".
وأشار إلى أنّ اتفاق الرياض يمثل مصلحة حقيقية لجميع الأطراف المُوقعة عليه، كما هو مصلحة للأشقاء في التحالف العربي الذين يقودون معركة الدفاع عن المشروع العربي، في مواجهة التحديات والمخاطر التي تقف خلفها إيران وأذرعها في المنطقة، وفي مقدمتها مليشيا الحوثي.
وعن المخاطر التي تهدد تنفيذ اتفاق الرياض، قال الزُبيدي، ‘نّ أهم المخاطر هو تنامي عمل التنظيمات الإرهابية بغطاء الشرعية خلال وما بعد الغزو لمحافظات أبين وشبوة وهذا يعطل كافة الجهود السابقة التي قام بها أبطال الحزام الأمني والنخبة الشبوانية في هذا الصدد.