خلافات المليشيات.. ماذا وراء محاولة اغتيال رئيس المحكمة الحوثية؟

الأربعاء 22 يناير 2020 23:57:00
 خلافات المليشيات.. ماذا وراء محاولة اغتيال رئيس المحكمة الحوثية؟

فيما لم تعلن المليشيات الحوثية عن تفاصيل واقعة محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيس محكمة الأموال العامة في صنعاء، فإنّ مصادر عديدة تحدّثت عن صراعات أجنحة تقف وراء هذه المحاولة.

ففي الساعات الماضية، تعرّض رئيس محكمة الأموال العامة التابعة لمليشيا الحوثي في صنعاء القاضي عبده راجح لمحاولة اغتيال.

وقال مصدر قضائي في صنعاء لـ"المشهد العربي"، إن مسلحين يستقلون سيارة من نوع "هيلوكس" أطلقوا النار على سيارة القاضي عبده راجح خلال مروره في سائلة منطقة المقالح جنوبي صنعاء.

وأضاف المصادر أنّ سيارة القاضي راجح تعرضت لأضرار كبيرة، لكنه نجا من الموت، مرجّحًا تورُّط قيادات حوثية وراء العملية وبخاصةً أنّ السيارات غير المرقمة تعود لقيادات ومشرفين حوثيين.

يُشار إلى أن راجح كان رئيسًا للمحكمة الجزائية، قبل أن يتم تعيينه منذ شهر رئيسًا لمحكمة الأموال العامة.

وكثيرًا ما يتم الكشف عن صراعات أجنحة تندلع في صفوف المليشيات الحوثية، وتسفر عن كثيرٍ من الدماء الذي تُسال في أغلب الحالات بسبب خلافات على الأموال والنفوذ.

وقبل أيام، لقي خمسة أشخاص مصرعهم في اشتباكات بين جناحين من مليشيا الحوثي في صنعاء، فيما استهدف مسلحون مجهولون منزل أحد مشرفي المليشيات.

وتستمر مليشيا الحوثي في إذلال وإزاحة عدد من الزعامات والشخصيات القبلية والعسكرية التي أغرتها سابقاً في الانضمام إليها مقابل منحهم مواقع ومناصب في المؤسسات والقطاعات الواقعة تحت سيطرتها.

وقالت مصادر محلية إنّ اشتباكات مسلحة بين مجموعة تتبع شخصاً يدعى خريص، أطلقت النار على هشام محمود وأحد مرافقيه فأردوهما قتلا وأن مرافقين آخرين أطلقوا النار على مجموعة خريص فقتلوا ثلاثة منهم.

وحسب المصادر، فإنّ المواجهات وقعت في مداخل الأسواق الشعبية في الحي الجنوبي الغربي بصنعاء، حيث أطلقت المجموعة النار على آل محمود لأسباب تتعلق بالتنافس مع مجموعة خريص، لكنها لم توضح أسباب الخلاف الذي تطور إلى المواجهات المسلحة.

في الوقت نفسه، اعترفت مليشيا الحوثي بمقتل شقيق رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط الذي يدير شكليًّا مناطق سيطرة الميليشيات وقالت إن الرجل تسلم درع شقيقه رفيق، الذي لقي مصرعه في المواجهات دون أن تحدد مكان وزمان مصرعه.

وغالبًا ما تلجأ المليشيات إلى إخفاء أنباء مقتل قادتها أشهرًا عدة حفاظ على الروح المعنوية لمقاتليها، خصوصًا المنحدرين من محافظة صعدة، حيث يحظى هؤلاء باهتمام خاص ومراسم دفن متميزة خلافًا لأبناء القبائل الذين يتم تشييعهم ودفنهم في مقابر جماعية.

وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت تصاعدًا في الصراعات الداخلية بين قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة إب، وقد وصل الأمر إلى حد سقوط قتلى وجرحى بين قيادات ميدانية.

وكشفت مصادر محلية، لـ"المشهد العربي"، عن احتجاز نجل القيادي الحوثي علي عبدالله الوشلي، ويدعى أحمد الوشلي، المُعين من المليشيات مديرًا لأمن مدينة القاعدة، في العناية المركزة بإحدى مستشفيات مدينة إب.

وقالت المصادر إنَّ الوشلي يرقد في حالة حرجة، بعد إصابته بعدة طلقات نارية، خلال اشتباكات مسلحة، في سوق القات بمفرق ذي السفال، جنوب المحافظة.

وأصيب الوشلي في اشتباكات بين مسلحين تابعين لوالده، ومرافقي المشرف الحوثي، وذلك بسبب خلافٍ اندلع بين القيادي الحوثي الوشلي ومشرف المليشيا، حول النفوذ والجبايات ونقاط جمع إتاوات مالية تعود لصالح تلك القيادات.