مشروعات تنموية إماراتية تمنح سكان الساحل الغربي حياةً أخرى
على مدار أكثر من خمس سنوات، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الإغاثية التي تستهدف إنقاذ ملايين السكان من المعاناة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية.
دولة الإمارات بذلت جهودًا كبيرة للتخفيف من معاناة الأهالي في الساحل الغربي عبر مشروعاتها التنموية، حيث تعمل تعمل على تطبيع الحياة في عددٍ من المناطق، وتخليص سكانها من تبعات النزاع المسلّح المستمر في البلد منذ أكثر من خمس سنوات، بمساعدة الأهالي على الاستقرار في مناطقهم واستئناف نشاطاتهم الاقتصادية الأساسية.
وتبذل الإمارات جهدًا موازيًّا لتزويد سكان مناطق أخرى بمساعدات عاجلة استجابة للظروف الصعبة التي يعيشونها، وفق صحيفة العرب التي أشارت افتتاح هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، أكبر مركز لتخزين السمك وبيعه في الساحل الغربي، في منطقة الفازة بمديرية التحيتا التابعة لمحافظة الحديدة بعد أن استكملت إعادة تأهيل المشروع.
ويتكوّن المركز الذي زُوِّد بمنظومة طاقة شمسية متكاملة، من فناء لبيع الأسماك ومخزنًا من 12 حجرة لأدوات الصيد ومبنى إداريًّا من ثماني غرف، وخمس غرف لتخزين الأسماك وقاعة اجتماعات وحجرتين للمولد الكهربائي، إضافة إلى عدد من المرافق ضمنها مقر لجمعية الصيادين.
من جانبه، صرّح ممثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الساحل الغربي عبدالله الحبيشي بأنّ مشروع المركز يستفيد منه أكثر من 3000 صياد في مركز منطقة الفازة والمناطق المجاورة.
وأضاف أنّ المشروع هو الرابع والعشرون بين مجموعة المشاريع التي نفذتها الهيئة على امتداد الساحل الغربي، وساهمت في تحسين ظروف عيش أهالي العديد من المناطق.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد سيَّرت - قبل أيام - عيادة متنقلة إلى منطقتي "الكدحة - نوبة العامر" التابعة لمديرية المخا بمحافظة تعز في الساحل الغربي، تلبية لنداء استغاثة وجهه أعيان وأهالي المنطقة بعد معاودة انتشار الحميات وحمى الضنك.
ولبَّى الفريق الطبي نداء استغاثة أهالي مناطق الكدحة ونوبة عامر، وتوجهت العيادة الطبية المتنقلة للهلال الأحمر الإماراتي، الأيام الأخيرة، لمعالجة المرضى المصابين بمرض حمى الضنك.
واستقبلت العيادة الطبية أكثر من 200 حالة مصابة بالضنك والملاريا والحميات، كما تمّت معاينة جميع الحالات المرضية المصابة وتقديم العلاجات المجانية لهم.
وعبّر الأهالي عن سعادتهم وشكرهم لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي على المبادرات الإنسانية ووصول العيادة المتنقلة إلى مناطقهم بعد نداء الاستغاثة الذي وُجِّه للهيئة.
وأكد الأهالي أنّ وصول العيادة المتنقلة خفف المعاناة عن كاهلهم، باعتبار مناطقهم بعيدة عن مركز المديرية فضلاً عن الحالة المادية الصعبة لمعظم أهالي تلك المناطق.
هذه الجهود الإغاثية تنضم إلى سلسلة طويلة من المساعدات التي قدّمتها أبو ظبي على مدار السنوات الماضية، في وقتٍ تعرَّضت فيه أبو ظبي لحملات تشويه ممنهجة من حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني.
ومؤخرًا، أشاد الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك بدور الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في تقديم المساعدات الإنسانية في اليمن.
وقال لوكوك، في بيان له: "شكراً لكبار المانحين على مساهماتهم في خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن: المملكة العربية السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة".
الإشادة الدولية بالجهود الإغاثية المقدمة من السعودية والإمارات تأتي بعدما قدّم البلدان كثيرًا من المساعدات على مدار السنوات الماضية، بعدما خلّفت الحرب العبثية الحوثية أوضاعًا إنسانية شديدة البشاعة.
وإلى جانب السعودية، فقد قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودًا إغاثية هائلة على مدار سنوات الحرب، وقد كشفت تقارير رسمية سابقة أنّ حجم المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن من أبريل 2015 إلى يونيو 2019 بلغ نحو 20.57 مليار درهم "5,59 مليار دولار".
ووزِّعت هذه المساعدات، على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية استفاد منها 17.2 مليون شخص يتوزعون على 12 محافظة.
وخُصِّصت 66% من هذه المساعدات للمشروعات التنموية، و34% للمساعدات الإنسانية، وكان من بين المستفيدين 11.2 مليون طفل و3.3 ملايين امرأة.
ورأى مراقبون أنّ تلقي الإمارات إشادة أممية كونها بين أكبر المانحين لتقديم المساعدات الإغاثية لليمن عكس حرص أبو ظبي على توفير أفضل سبل المعيشة ونجدة الأهالي بالمعونات.