تضامنا مع نقابات المعلمين الجنوبيين وعتبا على نقابات الجامعة

تعد نقابات المعلمين الجنوبيين من أقوى النقابات في الجنوب؛ فهي تذكرني بالنقابات الست؛ ونقابة المصافي خاصة في عهد الاحتلال الإنجليزي.
إن هذه النقابات التربوية الجنوبية قد ترعرعت في معمعة الثورة التحررية الجنوبية السلمية وما بعدها وبنت نفسها طوبة طوبة ؛ وفتحت فروعها في كل محافظات الجنوب بكل هدوء ومن غير ضجيج إعلامي. وكانت حقا نقابات جنوبية الهوى والهوية؛ والحقوق والقضية؛ وهاهي اليوم تتزعم نقابات الجنوب كلها ضد فساد الحكومة؛ مطالبة بالحقوق المسلوبة والمنهوبة، وبزيادة الرواتب التي أصبحت عبارة عن إعانات لاتسمن ولا تغني من جوع ؛ في ظل انهيار العملة المحلية وارتفاع سعر الدولار . بل في ظل (انهيار الآدمية وارتفاع البنكنوت) كما قال البردوني رحمه الله .
اننا هنا ندعو إلى التضامن الواسع مع هذا النقابات الناشطة الثائرة التي تعيد الاعتبار للنقابات العمالية في الجنوب في أيام عزها
وزخمها وحريتها ومهنيتها وعدم تبعيتها ؛ و وندعو كذلك جميع النقابات المختلفة في الجنوب في كل المؤسسات والمرافق المدنية إلى الالتحاق بهذه الثورة النقابية المهنية المشروعة.
ولأن كاتب هذه السطور عضو في نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة عدن فلابد من الإشارة إلى أن هذه النقابة تعيش حالة ركود وجمود واضمحلال، بعد أن بلغت من العمر عتيا إذ دخلت هذا العام في عامها الثاني عشر (درزن كوري) بعد أن فرضها على الجامعة فرضا عفاش رئيس الجمهورية وحبتور رئيس الجامعة أنذاك .
ولا داعي هنا من الشكا والبكاء من هذه النقابة وحتى تلك النقابات في الكليات التي تشكلت قبل سنوات. ولكن المطلوب الآن بعد أن عجزت النقابة عن عقد مؤتمرها الجديد بعد كل هذه السنين الطوال هو لقاء عام
لكل أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة في أي مكان عام وليكن على الهواء الطلق. وفي هذا اللقاء العام يجري تداول مصير العمل النقابي في الجامعة والخروج بحلول ناجعة تضع نقابات الجامعة حيث ينبغي أن تكون. اما هذا الصمت المريب والسلبية الطاغية فلا يليقان بنا لا بوصفنا أساتذة ولا بوصفنا موظفين ولابوصفنا بشرا أحرارا .
وليتم دعوة الشؤون الاجتماعية في عدن لحضور هذا اللقاء الواسع لكي تكون شاهدة رسميا عليه .كما ندعو المعينين إداريا في الجامعة الا يفصلوا قضيتهم وحقوقهم عن المطالب العامة للأكاديميين لكي لا يكون هناك انقسام يثبط العمل النقابي فوق ماهو مثبط وجامد اصلا ولهم أن يكرموا من أرادوا من المسؤولين الذين وقفوا معهم في قضيتهم المشروعة؛ ولكن ذلك لا يعني بأن قضيتهم مستقلة عن القضايا العامة الأخرى فهم حتى اليوم لم يستلموا رواتبهم وأي حق احق من هذا الحق .
لقد اسسنا المبادرة الأكاديمية في ٢٠١٥م بنوايا طيبة وحسنة ووطنية من أجل النهوض بأمر الجامعة ورسالتها ونقابتها ؛ ولكن المتنفذين في الجامعة وخارجها شنوا حملاتهم على تلك المبادرة وقالوا فيها مالم يقله مالك في الخمر؛ فضلا عن تآمر بعض المنتسبين إليها مقابل مناصب في الجامعة ما يزالون يقبعون فيها حتى اليوم. مع أن العمل النقابي المهني الصحيح يخدم الجميع حاضرا ومستقبلا؛ بمن فيهم الزملاء رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات وغيرهم .
وأخيرا نهمس في آذان قيادة نقابات المعلمين الجنوبيين ان هذه الحكومة(دامسة) وقد فقدت الإحساس والقدرة على التفاعل مع اي تصعيد نقابي فعليكم أن تصعدوا تصعيدا من العيار الثقيل مرتبطا بالوقت القصير ويكون مؤثرا ومثمرا حتى تعودوا عن قريب إلى أبنائنا وابنائكم الذين يكادون أن يتظاهروا ضدنا في المنازل.

أقول قولي هذا واستغر الله لي لكم وأسأله التوفيق والسداد للجميع .