الحرب وحمى الضنك.. جحافل ذباب ترقص على رصاص الحوثيين

السبت 25 يناير 2020 22:16:45
 الحرب وحمى الضنك.. جحافل ذباب ترقص على "رصاص الحوثيين"

يعتبر حمى الضنك أحد أخطر الأمراض التي نجمت عن الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، وهو مرضٌ كبَّد الملايين كثيرًا من الأثمان الفادحة.

تقرير أمريكي سلّط الضوء على تفشي حمى الضنك خلال سنوات الحرب، حيث قالت فضائية "الحرة" برك المياه المليئة بالقمامة تمثّل أرضًا خصبة لتكاثر البعوض الذي ينشر حمى الضنك، التي يقول عمال الإغاثة إنّها تقتل أناسًا كل يوم قرب خطوط المواجهة في الحديدة.

وتضيف أنّ الحرب تُعطِّل جهودًا محاربة أسرع الفيروسات انتقالًا عن طريق البعوض في العالم، بعد أن دمرت النظام الصحي ونظام الصرف، وجعلت السكان الفقراء والنازحين أكثر ضعفًا وأقل مناعة في مواجهة المرض.

وفي مستشفى مزدحم للأطفال، تزحف جحافل الذباب على الأعين والأفواه، فيما يجد الأطفال صعوبة في التنفس تحت وطأة الألم الذي يسببه الفيروس.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنَّ عدد حالات الإصابة بحمى الدنج المبلغ عنها في أنحاء العالم زادت لنحو ستة أمثال في الفترة من 2010 حتى 2016، وتصف المرض بأنه أحد أكبر 10 تهديدات للصحة العامة على مستوى العالم.

وتتسبب حمى الضنك في سخونة شديدة بالجسم وصداع وقيء وشعور بالألم في العضلات والمفاصل، وفي صورها الحادة يمكن أن تؤدي إلى نزيف داخلي، ولا يوجد علاج محدد لها كما لا يوجد لقاح متوفر على نطاق واسع للوقاية منها حتى الآن، على الرغم من وجود لقاح تحت التجربة.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر إنّ الحديدة هي المدينة التي يرد منها أكبر عدد من التقارير عن حالات الإصابة المشتبه بها والوفاة بسبب حمى الضنك.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أنّ هناك حوالي 76 ألفًا و768 حالة إصابة يشتبه بها، بما في ذلك 271 حالة وفاة، سجلت العام الماضي في جميع أنحاء اليمن، إلا أن الأرقام بدأت في الانخفاض في الأسابيع الأخيرة.

وقبل أيام، قالت منظمة "إنقاذ الطفولة" - عن حمى الضنك: "نتلقى تقارير عن الوفيات يوميا في المناطق النائية من الحديدة".

وسجَّل القطاع الصحي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية مزيدًا من التدهور بعدما تفشَّت الكثير من الأمراض والأوبئة التي دفع ثمنها الفادح كثيرٌ من السكان.

وكشفت مصادر مقربة من الحوثيين بمحافظة الحديدة - مؤخرًا - أنّ الأعداد الحقيقية للوفيات والإصابات بحمى الضنك في معسكر تدريب للمليشيات أكبر من التوقعات الأولية في وقت سابق مطلع يناير الجاري.

وقالت المصادر إنّ المليشيات تكتّمت على حالات وفيات وإصابات في صفوف مسلحيها بمعسكر تدريبي مستحدث بمدينة الحديدة أقيم جوار مكب النفايات الرئيس وضرب تفش وبائي لحمى الضنك المسلحين في المعسكر ومُنعوا من الخروج للعلاج ما زاد في أعداد الإصابات وتفاقم مضاعفاتها لدى البعض إلى حال الوفاة.

وعلى مدار سنوات الحرب، تعمَّدت المليشيات الحوثية قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.

وهيمنت المليشيات الحوثية على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.

وأحدثت الجرائم الحوثية انهيارًا في المنظومة الصحية والاعتداء المسلح على المستشفيات والتسلط على كل المساعدات الطبية والدوائية ومنع دخول المستلزمات الطبية والأدوية المنقذة للحياة خصوصاً لذوي الأمراض المزمنة، ما أسفر عن حرمان ملايين السكان من الرعاية الصحية الأساسية والإنسانية والغذائية.