الجندي في المعتقل.. قصة معلم التهمه القهر في السجن الحوثي

الأحد 26 يناير 2020 02:26:00
"الجندي في المعتقل".. قصة معلم التهمه القهر في السجن الحوثي

على مدار سنوات الحرب الحوثية القائمة التي دخلت حربها السادس، يعاني المعتقلون والمختطفون في سجون المليشيات من جرائم تعذيب بشعة يرتكبها هذا الفصيل الموالي لإيران.

أحد هؤلاء المعتقلين هو المعلم عبدالحميد جعفر الجندي، المعتقل منذ أربع سنوات، حيث تعرَّض لشتى صنوف التعذيب في غرفة مظلمة بسجن انفرادي معدومة التهوية وبدون حمام لفترة أكثر من عامين.

يقول الجندي إنّه تم حرمانه من التواصل مع عائلته إلا بعد مرور أكثر من عام دون علمهم عنه شيئًا، كاشفًا عن تعرُّضه لاعتداءات كبيرة من ضرب وإهانة، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد معاناة كبيرة.

واعتقل الجندي بسبب انتقاده للحوثيين ولممارساتهم، حيث داهمت المليشيات منزله في مديرية ماوية شرق تعز، وأطلقوا النيران أمام منزله، وقد أصيب بكسرٍ في القدمٍ خلال عملية اعتقاله.

يروي الجندي ما تعرّض له من تعذيب، قائلًا: "عندما كانوا يقومون بالتحقيق وأنا واقف على القدم الغير مكسورة، يقومون بوضع كماشة حديدية على الحديد في رجلي المثبت للكسر وتوصيل الكماشة بالكهرباء".

وأضاف: "ليس هذا كل شيء.. تمَّ استهدافنا فكريًّا بمحاولات غسل أدمغتهم بإدخال ملازم وكتب فكرية حوثية وقراءتها إجباريًّا عليهم من قبل أحد المسجونين وفيها كلامهم واعتقاداتهم ومناهجهم".

وعلى مدار سنوات الحرب العبثية، أنشأت المليشيات الحوثية عديدًا من السجون في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والتي أصبحت "مقاصل" يذوق فيها المختطفون أبشع صنوف التعذيب والتنكيل.

وكانت مصادر حقوقية قد كشفت قبل أيام، عن تعرُّض ثلاثة مختطفين للتعذيب الوحشي في سجون مليشيا الحوثي، في محافظات الحديدة وذمار وصنعاء.

وأجرت المليشيات تحقيقًا مع المختطفين الثلاثة في النيابة الجزائية المتخصصة، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء، وهم ربيع جيلان يحيى ذيبين وإبراهيم أحمد سالم ساجد من محافظة الحديدة، وماجد أحمد ثابت الموشكي من محافظة صنعاء.

واحتجز "ربيع وإبراهيم" في سجن الأمن السياسي في مدينة الحديدة، ومن ثم نقلا إلى سجن الأمن السياسي بصنعاء، وظلا مخفيين قسرًا وممنوعين من الزيارة أو الاتصال قرابة تسعة أشهر، تعرضا خلالها لصنوف من التعذيب الجسدي والمعنوي.

وكشفت المصادر عن آثار تعذيب شوهدت على أجسامهم في اليدين والركبتين وفي البطن، فيما غالبية آثار التعذيب لم تعد موجودة نظرًا لطول فترة الاعتقال وعدم إحالتهم للنيابة إلا بعد زوالها وقد تم إثبات بعضها في محضر التحقيق.

ومن أساليب التعذيب التي تعرض لها المعتقلون، التعذيب بالكهرباء، والتعليق من اليدين والقدمين وهي مقيدة إلى الخلف، والضرب بالأيدي والأرجل وبكيبل كهرباء في الصدر وفي الخصيتين.

وتُمثِّل سجون المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بمثابة "مقاصل" يذوق فيها المعتقلون والمختطفون الموت في كل ثانية تمر عليهم داخل هذه الأوكار سيئة السُمعة.

وأظهرت إحصاءات حديثة ارتكبت المليشيات الحوثية خلال عام 2019 فقط، 12 ألفًا و636 حالة اختطاف وإخفاء قسري، وبلغت حالات الاختطاف عشرة آلاف و99 حالة بينهم سياسيون وعسكريون وطلاب ونشطاء، منهم 52 إمراة وسبعة أجانب، وعدد المخفين قسرًا 2537 حالة بينهم 231 امرأة و158 طفلًا.

وعلى مدار السنوات الماضية، حوَّلت المليشيات الحوثية عددًا من مباني صنعاء إلى سجون وحشية، تُمارس فيها أبشع صنوف التعذيب، وصفتها المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، بأنّها تفوق جرائم التعذيب التي في سجن جوانتانامو أو سجن أبو غريب بالعراق.

ورُصِدت الكثير من الشهادات المروعة والمقززة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين، بحسب تقرير للمنظمة قال إنَّ القائمين على هذه الجرائم البشعة تجرَّدوا من إنسانيتهم وآدميتهم, بل ويتلذذوا بما يمارسونه من إجرام وإيذاء لنساء ضعيفات لاحول لهن ولاقوة سوى الصراخ وتوسل الجلادين الذين نزعت من قلوبهم الرحمة.