ارتباك يضرب المليشيات.. مخاوف حوثية من غدر القيادات
تعبيرًا عن وجههم المليشياوي، يلجأ الحوثيون إلى التخلص من قياداتهم البارزة لا سيّما على الصعيد العسكري، مخاوف من خيانة قد تضرب هذا الفصيل في مقتل.
مصادر عسكرية كشفت إنّ زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قام بتغيير قيادات رفيعة المستوى شملت عددًا من الضباط والقادة في قطاعات عسكرية متعددة منها جبهات صعدة ونهم والجوف، مشيرةً إلى أنّ الحوثي تساوره شكوك مستمرة من قياداته العسكرية ومخاوف من العمليات الانقلابية، والخيانة.
المصادر حدَّدت عدة أسباب وراء مخاوف الحوثي أبرزها تخوفه من العمليات الانقلابية وشكوك حول خيانة البعض، فضلاً عن خشيته من تجنيد القيادات العسكرية للعمل لصالح جهات خارجية، والشكوك في عدم الولاء للحوثيين، لافتةً إلى أنَّ القيادة الحوثية تطبق سياسة الخبراء الإيرانيين في اليمن عند اختيارها قادة عسكريين منذ أن أشعلت الحرب في صيف 2014.
وقام الحوثيون بالتعامل مع كبار القيادات العسكرية بحذر وعدم ثقة، لذا لجؤوا إلى عزل القيادات التابعة للنظام السابق في الجيش، بعد الاستفادة من خبراتهم والمعلومات التي بحوزتهم، ثم فرض الرقابة عليهم، فيما تم تعيين قلة آخرين في مناصب قيادية بصفوف الحوثيين ولكن دون أن يكون لهم أي دور فاعل أو رأي أو قرار.
وبحسب المصادر، فقد كان الإبقاء على بعض القادة العسكريين في السابق من باب الخدعة وأغراض التعاون الوهمي بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، في الوقت الذي لا ينظر إليهم، بل يحجبون حتى من حضور الاجتماعات واللقاءات المهمة ولا يُنفذ لهم أي توجيهات أو أوامر، في مقابل التعاون بدقة مع القيادات المعينة من قبل الحوثيين في القطاعات المختلفة.
كما أنَّ عمليات اختيار القيادات الحوثية لا تعتمد على أي مؤهلات أو خبرات عسكرية، إنما على الولاء لعبد الملك الحوثي فقط، فيما لا يحمل بعض هذه القيادات أي مؤهل دراسي، وتمّ اختيارها إمّا لصلة قرابة أو نسب أو ولاء للحوثي، على أن يبقى تعيين هؤلاء شكليًّا أمام الناس دون أن يكون لهم أي دور يمارسونه.
وقبل يومين، صدرت عدة قرارات بإعفاء وطرد عدد من قيادات الحوثي بقطاعات عسكرية مختلفة، أغلبها من قطاع الجبهات العسكرية وذلك بعد الهزائم المتوالية في جبهات نهم والجوف، كما أن البعض منهم صدرت أوامر بإدخالهم السجون، والتحقيق معهم تحت مسببات منها الخيانة وعدم الولاء والتهاون، في حين فر القادة الذين لم تشملهم قرارات إعفاء أو تحقيق من مواقعهم إلى أماكن غير معروفة خشية أن يلحقوا مصيرهم زملائهم.
ومنيت المليشيات الحوثية بالكثير من الخسائر في الأيام الماضية لا سيّما في جبهة نهم، حيث وصل نحو 70 حوثيًّا بين قتيل وجريح إلى مستشفيات محافظة صنعاء التي نقلوا إليها من جبهة نهم.
هؤلاء القتلى والجرحى هم حصيلة يوم واحد من الخسائر التي تكبدتها المليشيات الحوثية، وهي خسائر منفصلة عن باقي الخسائر التي تلقاها الحوثيون في جبهات القتال الأخرى.
وكان الأسبوع الماضي شاهدًا على خسائر حوثية ضخمة منيت بها المليشيات على عديد الجبهات،حيث وصل أكثر من 154 جثة لقتلى الحوثيين إلى مستشفيات العسكري والثورة والكويت الحكومية في صنعاء، كما شيَّعت محافظة ذمار 50 صريعًا.
مصادر طبية قالت إنَّ المستشفى العسكري في صنعاء استقبل 74 جثةً تابعة عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية، فيما استقبل مستشفى الثورة العام 59 جثة، فضلاً عن 21 جثة أخرى استقبلها مستشفى الكويت، موضّحةً أنّ جميع الجثث قدمت من جبهات نهم، والجوف، وصرواح.
وفيما تُمنى المليشيات بكثيرٍ من الخسائر على مختلف الجبهات، فإنّها توسّعت في تجنيد الشباب للزج بهم إلى الجبهات، لتعويض هذه الخسائر، ولتتمكّن من تحقيق توازن عسكري على الأرض.