الحوثيون والتعليم... جرائم مروعة ضحيتها مليون طفل

الجمعة 31 يناير 2020 23:56:11
 الحوثيون والتعليم... جرائم مروعة ضحيتها "مليون طفل"

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران كثيرًا من الانتهاكات والجرائم في قطاع التعليم، مُخلِّفةً وراءها واقعًا شديد البؤس والبشاعة.

وفي أحدث انتهاكاتها، فرضت المليشيات الحوثية دفع ألف ريال على الأقل على كل طالب في المدارس للإسهام في تمويل المجهود الحربي.

لم يكن القرار الحوثي في الحديدة هو الأول من نوعه، إذ بدأت المليشيات تنفيذه في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لها، مع التشديد على حرمان أي طالب أو طالبة من دخول المدرسة إذا لم يلتزم بدفع المبلغ المحدد شهرياً والذي يبلغ في حده الأدنى ألف ريال.

وفرضت المليشيات الحوثية في بعض مدارس إب الحكومية دفع خمسة آلاف ريال شهريًّا، على الرغم من المعاناة التي يعيشها السكان بسبب قطع رواتب الموظفين بمن فيهم المعلمون أنفسهم، وبسبب فقد وظائفهم جراء الحرب.

ولم تكتفِ المليشيات بحرمان نحو 130 ألف معلم من رواتبهم، لكنها قامت بفصل الآلاف منهم، وأجبرت الآلاف على النزوح، وأحلت المئات من عناصرها لنشر أفكار الجماعة في مختلف المدارس، كما أسندت أعمال الإدارة إلى المنتسبين لسلالة زعيمها ابتداءً من مديري المدارس ومديراتها وصولاً إلى منصب الوزير الانقلابي الذي يشغله شخصياً شقيق زعيم الجماعة يحيى الحوثي.

المليشيات الحوثية عملت خلال سنوات الحرب على تحويل المدارس إلى ساحات للتطييف والتجنيد، وحشد المقاتلين من المراهقين وصغار السن.

وكشفت تقارير حقوقية حديثة أنَّ نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.

في الوقت نفسه، انتهجت المليشيات أساليب إرهابية بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.

وقدّرت التقارير أنّ نحو مليون طفل على الأقل لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب الحوثية سواء كان ذلك بسبب الاستهداف المباشر جراء القصف والقنص أو الألغام أو بسبب عدم تلقي اللقاحات والدعم الصحي والغذائي.

كما تحوَّل أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم، بسبب فساد المليشيات الحوثية وقيامها بتجريف قطاع التعليم.

وعملت المليشيات تجنيد نحو 25 ألف طفل في صفوفها للقتال، فضلاً عن مئات الطلبة الذين قامت بخطفهم عنوة وإلحاقهم بمعسكرات التجنيد على مدار السنوات الخمس الماضية.