الكاميرون تجري انتخاباتها التشريعية والبلدية الأحد

الجمعة 7 فبراير 2020 18:59:44
الكاميرون تجري انتخاباتها التشريعية والبلدية الأحد

تجري دولة الكاميرون انتخاباتها التشريعية والبلدية، بعد غد الأحد، على الرغم مما يسود البلاد من مناخ سياسي متأثر بثلاثة أعوام من العنف الانفصالي.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه من المقرر أن يختار نحو 7 ملايين ناخب، 180 نائبا برلمانيا من 33 حزبا سياسيا، في الانتخابات التي تأخرت 16 شهرا، بسبب الأزمة التي يعيشها الناطقون باللغة الإنجليزية في البلاد، والتي أسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 3000 شخص وتشريد 500 ألف آخرين.

يشار إلى أن الكاميرون، تشهد حالة من الاضطرابات منذ أواخر عام 2016، عندما أعلنت المنطقتان الرئيسيتان الناطقتان باللغة الإنجليزية في المستعمرة الفرنسية السابقة - المنطقة الشمالية الغربية والمنطقة الجنوبية الغربية - رغبتهما في الانفصال وتأسيس دولة جديدة تحمل اسم "أمبازونيا".

ويشكو الناطقون باللغة الإنجليزية منذ فترة طويلة من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، ومن حصولهم على تمويل حكومي أقل في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.

ودعت الجماعات الانفصالية المسلحة إلى إغلاق المنطقتين الناطقتين بالإنجليزية بصورة كاملة، خلال الفترة من السابع وحتى الثاني عشر من فبراير، من أجل عدم مشاركتها في التصويت، وذلك بزعم أن الانتخابات لن تكون حرة ونزيهة.

من ناحية أخرى، قال كريستوفر ندونج، الأمين العام لحزب "حركة النهضة الكاميرونية" المعارض والموال للناطقين بالإنجليزية: "لن تكون هناك انتخابات حقيقية في الكاميرون... حتى تعلن الحكومة وقف إطلاق النار، وتسحب قواتها من المناطق الناطقة بالإنجليزية، وتطلق سراح جميع المعتقلين".

ويشار إلى أن زعيم "حركة النهضة الكاميرونية"، موريس كامتو، كان قد اعتقل مؤخرا لمدة تسعة أشهر.

وفي الوقت نفسه، ردت الحكومة بإرسال 700 من أفراد شرطة الدرك إلى المنطقة، لتعزيز الإجراءات الأمنية قبيل إجراء الانتخابات.

وينقسم المراقبون السياسيون في الكاميرون حول مسألة ما إذا كان يجب على الحكومة المضي قدما في إجراء الانتخابات رغم المناخ الأمني المتوتر.

وقال ويليبرود دزي-نجوا، وهو عالم سياسة في جامعة ياوندي، في حديث لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): "لدي تحفظات قوية جدا فيما يخص الانتخابات، لأن هناك جزءا من البلاد منهك بالفعل".

وأوضح دزي-نجوا أنه من الممكن أن تؤدي الانتخابات إلى زيادة تطرف الاشخاص (الناطقين بالإنجليزية)، وأن تعزز من مطالبهم بالاستقلال".

في الوقت نفسه، ذكر المحلل السياسي المستقل والعالم السياسي، ماناسي أبويا إندونج، أن الانتخابات هي الطريقة الوحيدة لكي يكون هناك رأي للمتحدثين باللغة الإنجليزية في الكاميرون، بشأن سياسة الأمة.

وقال إندونج من مدينة دوالا الساحلية "إنه من مصلحة السكان في المناطق الناطقة بالإنجليزية، أن يخرجوا وأن يصوتوا لقادتهم إذا كانوا يرغبون في رؤية تغيير في الوضع".

ومن المقرر أن تفتح أكثر من 30 ألف من مراكز الاقتراع أبوابها، في الساعة الثامنة صباحا، حتى الساعة السادسة مساء.

وسيتم الإعلان عن نتائج الانتخابات في غضون الأسبوعين التاليين، ولكن من المتوقع أن يخرج حزب "الحركة الديمقراطية للشعب الكاميروني" الحاكم، والذي يشغل حاليا 148 مقعدا من أصل 180 مقعدا في البرلمان، منتصرا من جديد.