رمال الحديدة.. استعدادات حوثية لـالحرب الجديدة

السبت 8 فبراير 2020 12:50:43
"رمال الحديدة".. استعدادات حوثية لـ"الحرب الجديدة"

تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران التصعيد العسكري في محافظة الحديدة، لتضيف إلى سجلها مزيدًا من الانتهاكات لاتفاق السويد الذي وقّع في ديسمبر من العام قبل الماضي، واشتمل على هدنة في هذه المنطقة.

مصادر محلية كشفت أنّ المليشيات أغرقت مدينة الحديدة بالرمل من أجل بناء المتارس، حيث وزّع الحوثيون الرمل بشكل أكوام متفرقة على الشوارع الرئيسية والفرعية وفي الحارات بالمدينة، ما تسبب بإعاقة الحركة والتنقل للسكان.

وضمن تحركاتها التي تؤشر لمرحلة جديدة من التصعيد، حظرت المليشيات على السكان الخروج بعد الساعة العاشرة ليلاً، كما منعت أصحاب الدراجات النارية من العمل بعد العصر إلى الصباح، وحددت أوقات العمل لأصحاب الدراجات النارية من الصباح وحتى الخامسة عصرًا.

الخطوات الحوثية أيضًا تنضم إلى التحركات التي أقدمت عليها المليشيات من أجل إعادة ترتيب صفوف في محافظة الحديدة وإدخال أسلحة جديدة بتقنيات إيرانية، بعدما استغلت تعثر اتفاق السويد في هذا الصدد.

وفي هذا السياق أيضًا، قامت المليشيات بحفر أكبر نفق ليلًا في منطقة الفازة جنوب شرق الحديدة، في انتهاك حوثي جديد لبنود الهدنة.

وقال الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة مأمون المهجمي، إن مليشيات الحوثي تقوم بحفر أكبر نفق ليلا هو الأول من نوعه وسط تكتم وسرية عالية.

وأضاف أنّ ميلشيات الحوثي تستمر في حفر خندق كبير في منطقة المدمن الواقعة شرق الفازة، والذي يمتد باتجاه الغرب بغية الوصول إلى الخط الساحلي، موضحًا أنّ العمل فيه يجري بوتيرة عالية، وأن عمليات الحفر تبدأ الساعة العاشرة ليلاً حتى الصباح.

وأشار "المتحدث" إلى أنّ المليشيات تستخدم معدات حفر ثقيلة تخفيها بالنفق نفسه الذي تغطيه المزارع، مؤكّدًا أنّ مليشيا الحوثي تفرض إجراءات أمنية مشددة وتمنع السكان، الذين رفضوا النزوح، من الاقتراب من مكان الحفر.

وتوسّعت مليشيا الحوثي في عملية حفر الخنادق في محافظة الحديدة، حيث حفرت المليشيات خنادق تصل بين مديريتي زبيد والتحيتا جنوبي الحديدة.

وتمتد الخنادق الطويلة على امتداد الطريق الرابط بين مديريتي زبيد والتحيتا، وتتفرع منه خنادق أخرى باتجاه منطقة السُّويق التابعة لمديرية التحيتا.

وقامت مليشيا الحوثي بنقل الأخشاب والطوب الأبيض ليلاً إلى الخنادق مع استمرار الحفر، وتقوم ببنائها وتغطيتها من الأعلى بالأخشاب ومن ثم دفنها بالرمل.

ويمكن القول إنّ المدنيين هم من يدفعون ثمن الإرهاب المتصاعد الذي يمارسه هذا الفصيل الإرهابي عبر التصعيد العسكري.

ورصدت ميدانية وإعلامية النتائج الكارثية للتصعيد الحوثي الأخير في نهم والجوف ومأرب، حيث تسبَّب في تشريد 3800 عائلة اضطرتها المعارك الأخيرة إلى النزوح باتجاه مناطق آمنة.

وقامت المليشيات أيضًا بعزل المحافظة وقطعت عنها شبكات الاتصالات، فيما كان العدد الإجمالي للأشخاص النازحين أعلى مما تم الإبلاغ عنه، خصوصًا مع وجود الكثير من العائلات النازحة داخليًّا والمنتشرة في ثلاث محافظات.

ويعيش النازحون في ظروف صعبة كونهم يحتاجون للمأوى والمواد الغذائية والخيام ووسائل التدفئة.

وتزامنت الانتهاكات الحوثية مع استمرار المليشيات في شن حملات الدهم والاعتقالات في صنعاء ومصادرة الأموال والمنازل وإجبار السكان على تقديم الأغذية والمعونات لمصلحة المليشيات بجبهات القتال.