إقرار أممي بالجرائم الحوثية على المنشآت الطبية.. ماذا بعد؟

الثلاثاء 11 فبراير 2020 14:07:49
إقرار أممي بالجرائم الحوثية على المنشآت الطبية.. ماذا بعد؟

إقرارٌ أممي جديدٌ صدر عن تورُّط المليشيات الحوثية الموالية لإيران في هجمات إرهابية غادرة على منشآت طبية، فضحت عن الوجه الإرهابي لهذا الفصيل المتطرف.

الأمم المتحدة أدانت استهداف المليشيات الحوثية مستشفى الجفرا والمستشفى الميداني السعودي بمديرية مجزر في محافظة مأرب.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان له، إنّ المرفقين تعرضا لأضرار بالغة، حيث تعرضت عدة أقسام بمستشفى الجفرا إلى أضرار بالغة بما فيها قسم العناية المركزة والعلاج الطبيعي والصيدلية.

وأضاف البيان أنّ المستشفى السعودي الميداني، وهو عبارة عن عيادة متنقلة، فتعرض لأضرار هيكلية إضافة إلى إصابة أحد المسعفين، مشيرًا إلى أنّه تم إغلاق المشفيين حرصًا على سلامة العاملين والمرضى.

من جانبها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية ليز جراندي إنّ هذا الحادث خرق غير مقبول تمامًا للقانون الإنساني الدولي.

وذكر بيان "الأوتشا" أنّ المنظمات الإنسانية قدّمت مجموعات الإغاثة الطارئة التي تشمل غذاء ومواد نظافة وأدوات الإيواء ومواد أخرى ضرورية لنحو 884,1 أسرة، إضافة إلى توفير الخدمات المنقذة للأرواح من مياه وصرف صحي ونظافة وخدمات صحية وتغذوية وحماية اجتماعية.

الإقرار الأممي بالإرهاب الحوثي الذي استهدف المستشفيات مثّل خطوة شديدة الأهمية، لكنّها ستظل منقوصة طالما أنّ ذلك لا يتزامن مع إجراءات رادعة ضد المليشيات.

ويظل التعامل الأممي مع المليشيات الحوثية منقوصًا، فكثيرًا ما أصدرت الأمم المتحدة تقارير أدانت الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، لكنّ الأمم المتحدة لم تتخذ إجراءات رادعة ضد هذا الفصيل الإرهابي.

وكانت المليشيات الحوثية قد أقدمت على استهداف المستشفى السعودي الميداني والمستشفى الحكومي بمنطقة الجفرة في مفرق الجوف وذلك في نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت مصادر عسكرية إنّ المليشيات استهدفت المستشفيين بشكل متعمد وهو ما يعد انتهاك للقانون الدولي الإنساني، ونجمت عنه أضرار بالغة بأقسام المستشفيين ومنها (الطوارئ والرقود) وبعض الآليات المساندة للخدمات.

ويعد المستشفى السعودي الميداني بالجفرة أحد أهم المستشفيات الميدانية الذي يقدم خدماته للمدنيين.

هذا الهجوم الحوثي الغادر ليس الأول من نوعه، فكثيرًا ما أقدمت المليشيات الموالية لإيران على شن اعتداءات إرهابية على المستشفيات ما أسفر عن خروج أغلبها عن الخدمة، وهو الأمر الذي ضاعف من المأساة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

كما شنّت المليشيات هجومًا على مستشفى 22 مايو الواقع تحت رقابة نقاط الارتباط داخل مدينة الحديدة، حيث أطلقت ثلاث قذائف بي 10 على المستشفى مايو الواقع بالقرب من رقابة نقطة الارتباط الخامسة، ما خلف دمارًا هائلًا في المستشفى.

ودون أن يقتصر الأمر على قصف المستشفيات وتعطيل عملها وإخراجها عن الخدمة، فقد تسبَّبت المليشيات الحوثية في تفشي الكثير من الأمراض، التي أدّت إلى وفاة وإصابة الكثيرين، وأصبحت مُهدِّدة للحياة على مدار الوقت.

وبيّنت إحصائيات سابقة، أصدرتها الأمم المتحدة، حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش أكثر من 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.