إرهابيون إلى عدن.. قراءة في مخطط الإخوان الخبيث
يواصل حزب الإصلاح الإخواني المخترق لحكومة الشرعية، تنفيذ مخططه الإرهابي الذي يستهدف النيل من الجنوب وعاصمته عدن، وذلك عبر التلاعب باتفاق الرياض وتفسير بنوده بالخطأ وبشكل متعمد.
ففي الأيام الماضية، حاول حزب الإصلاح الإخواني الزج بقوات عسكرية إلى قلب العاصمة عدن، مستغلًا الشق العسكري من اتفاق الرياض، ويتخذ من تفسيرات مغلوطة لبنود الاتفاق حججًا لتحقيق مخططه الخبيث ضد الجنوب.
وفيما انقضت المدة الزمنية لتنفيذ اتفاق الرياض في الخامس من فبراير الجاري، فإنّ حزب الإصلاح الإخواني يحاول الدفع بعناصر إرهابية على أسس عقائية صوب العاصمة عدن لا تمت بصلة لقوات الحماية الرئاسية، فيما يتعلق بإعادة انتشار القوات العسكرية وطبيعة الوحدات التابعة لحكومة الشرعية.
وفيما تبدي القيادة الجنوبية التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض، فإنّ حزب الإصلاح الإخواني يحاول انتقاء ما يناسبه من بنود في الاتفاق وعرقلة البنود الأخرى التي تفرض عليه تقديم تنازلات على الأرض.
في هذا السياق أيضًا، كشفت مصادر مطلعة أنّ المليشيات الإخوانية ترفض سحب قواتها من محافظتي أبين وشبوة وإعادتها إلى معسكراتها الأصلية في مأرب، كما ينص اتفاق الرياض، وتتشبث بالفقرات التي تنص على إعادة انتشار لواء عسكري من قوات الحماية الرئاسية في العاصمة عدن.
في المقابل، أبدى المجلس الانتقالي الجنوبي مرونةً في تنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض، بالشكل الذي ينسجم مع جوهر الاتفاق الذي رعته السعودية، فيما يسعى حزب الإصلاح لتحويل الاتفاق إلى حصان طروادة لإعادة تصدير مليشياته إلى عدن والمحافظات الجنوبية والسعي في الوقت ذاته لتفكيك قوات الحزام الأمني والنخب التي لعبت الدور الأبرز في تحرير المحافظات الجنوبية من المليشيات الحوثية وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش.
إجمالًا، فقد استمرت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني على مدار أكثر من ثلاثة أشهر، ترتكب مختلف صنوف الاعتداءات التي تنتهك بنود اتفاق الرياض، المُوقّع في الخامس من نوفمبر الماضي، وعرقلت تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق، لا سيّما تعيين محافظين جدد للعاصمة عدن والضالع وأبين وشبوة، بالإضافة إلى الاستمرار في التحركات العسكرية التي تستهدف الجنوب في المقام الأول؛ وذلك خلافًا لما ينص عليه الاتفاق.
وفي الوقت الذي انتهت فيه المدة الزمنية لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، كانت المؤامرة الإخوانية الخبيثة ضد الجنوب تتضح أكثر عبر تحرك عسكري شيطاني عند نقطة العلم.
ففي محاولة هدفت إلى الالتفاف على مضمون اتفاق الرياض وجدوله الزمني، حاولت وحدة عسكرية تابعة لمليشيا الإخوان الإرهابية، يقودها موالِ لتنظيم القاعدة الإرهابي، يدعى أبو العابد، دخول العاصمة عدن، عبر نقطة العلم.
المؤامرة الإخوانية أُجهضت في مهدها عندما أُجبرت هذه المليشيات الإرهابية للعودة مرة أخرى، حتى تمّ إبعادها عن العاصمة عدن بتدخل مباشر وصريح من قِبل قيادة التحالف العربي.
لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل تقدّم رئيس فريق حكومة الشرعية في لجنة متابعة تنفيذ اتفاق الرياض، بالاستقالة من منصبه، في خطوة أرجعتها مصادر مطلعة إلى فشله في فرض أجندة إخوانية على مضمون الاتفاق.
المجلس الانتقالي الجنوبي رفض هذه المحاولة الإخوانية المفضوحة، الالتفاف على مضمون اتفاق الرياض وبنوده، وأشاد بموقف الأشقاء في التحالف العربي، مؤكدًا إعادة تلك الآليات لمواقعها السابقة بعد حالة من التوتر غير المبرر.
وفيما شدّدت القيادة الجنوبية على الالتزام الكامل بالتنفيذ السليم لاتفاق الرياض، لكنّها أكّدت في الوقت نفسه أنّ قواتها المسلحة ستظل في كامل جاهزيتها القتالية.
كل هذه التطورات التي تسارعت في الساعات الماضية، حملت الكثير من الدلالات لعل أكثرها وضوحًا أنّ المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب لم تنتهِ بعد، وأنّ هذه المليشيات التابعة لحكومة الشرعية ستظل تُقدِم على الخطوات التي تعمل من خلالها على استهداف الجنوب والنيل من أمنه واستقراره ومصادرة حق شعبه في تحديد مصيره.