قصة هاشم الأحمر.. فُضِحت جرائمه فقدّم استقالته
"بعدما افتضحت جرائمه، قدّم استقالته".. هكذا يتخلص ما أقدم عليه هاشم الأحمر الذي قدّم استقالته من قيادة المنطقة العسكرية السادسة.
"المشهد العربي" حصل على نسخة من نص استقالة الأحمر التي وجّهها للرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، وقد أرجعها إلى أسباب خاصة بقيادة المنطقة، قال إنّه سيوضحها في وقتٍ لاحق.
هاشم الأحمر قفز إلى رتبة لواء خلال فترة قصيرة، مدعومًا من حزب الإصلاح الإخواني، الذي أسسه والده عبدالله بن حسين الأحمر.
وأسَّس هاشم الأحمر إمبراطورية من الفساد، عبر سيطرته على الجانب اليمني من منفذ الوديعة، عبر فرض إتاوات على المسافرين عبر المنفذ الذي يسجل 10 ملايين رحلة سنويًّا.
وكانت أنباءٌ قد تردّدت في 25 يناير الماضي عن صدور قرار من محافظ الجوف بإقالة هاشم الأحمر من قيادة المنطقة العسكرية السادسة، وتعيين علي محسن الهدي بديلًا عنه، إلا أنّ هذه المعلومات تمّ نفيها.
استقالة هاشم الأحمر وبينما لم يعلن هو عن أسبابها بشكل مباشر حتى الآن، إلا أنّها تأتي بالتزامن مع تسليم قوات الشرعية مناطقها العسكرية في الجوف ومأرب إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
الأحمر هو أحد المتورطين من بين نظام "الشرعية" في تسليم المليشيات الحوثية مواقع حدودية في محافظتي مأرب والجوف، وقد افتضح أمر هذه الخيانات بشكل مكثف في الآونة الأخيرة.
الأمر لا يتعلق فقط بتسليم الأراضي، بل عملت "الشرعية" كذلك على تدعيم الأسلحة الثقيلة للحوثيين، وهي أسلحة قدّمها في الأساس التحالف العربي للحكومة من أجل محاربة الحوثيين، لكنّها قدّمتها للمليشيات.
هاشم الأحمر الذي افتُضحت جرائمه، متورط في الكثير من جرائم الفساد عند معبر الوديعة، حيث يحصل رفقة أشقائه على جبايات بقيمة عشرة ريالات من كل مسافر، يعبر هذا المنفذ الوديعة، الذي لم يعد مجرد معبر إلى السعودية بل أصبح ممراً لنحو تجارة إخوانية آثمة.
هذه الأموال تذهب إلى بيت عبدالله بن حسين الأحمر ويحصل عليها أبناؤه وفي مقدمتهم هاشم، حيث تُفرض عشرة ريالات على كل مسافر، والمسافرون ذهابًا وإيابًا يسجلون عشرات الملايين من الرحلات والمغتربون في حدود مليوني رحلة، والشخص منهم يسافر خمس أو ست مرات في العام، بمعنى أنّه يدفع جباية 60 ريالاً.
وبقياس ذلك على عشرة ملايين مسافر في العام يكون الإجمالي نصف مليار ريال سعودي أو أكثر، وهذه الأموال ليست مخصصة لأي شيء إلا أنّها جباية للمرور، حيث يتم وضعها في وسط جواز السفر للحصول على "الختم"، ما يعني أنّ بدون دفعها لا يتمكّن أحد من السفر.
هاشم الأحمر تمكَّن من تشكيل إمبراطورية فساد، في وقتٍ يتوارى فيه ويختبأ وراء الزي العسكري، ويملك سجلاً مليئاً بمثل هذه الجرائم، أبرزها مطالبته قبل أشهر من محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، سرعة الإفراج عن محتجزين متهمين بتهريب مادتي البترول والديزل لمليشيا الحوثي قبل عدة أشهر.
هذا الطلب، فسَّرته مصادر محلية، بأنَّ الأحمر يدير شبكة تهريب للحوثيين بهدف الكسب السريع وجني الأموال الطائلة من خلف هذه العمليات المشبوهة بالإضافة إلى الأموال التي يتحصل عليها من إتاوات منفذ الوديعة.