الجنوب ضمن الأهداف الاستراتيجية لتحالف الحوثي إيران

في عام 2013 سعت جماعة #الحوثي المسنودة من #إيران الى تشكيل تحالف سياسي مع قوى الحراك الجنوبي متبنية في خطابات علنية ورسمية اعترافها بل ومطالبتها ودعوتها بمنح الجنوبيين الحق بتقرير المصير ووصل الأمر حينها الى رفض ممثل الحركة في مؤتمر الحوار التوقيع على مسودّة الاتفاق النهائي لأنه لا يتضمن الإشارة صراحة الى حق الجنوب في تقرير مصيره. 

في ذات الوقت كان الحوثيون قد اعدوا العدّة وتجهزوا لدخول صنعاء بأسلحتهم عبر احتجاجات شعبية واعتصامات جماهيرية أقاموا لها خياما ومواقع دائمة في مناطق حساسة في العاصمة اليمنية صنعاء رافعين شعارات جماهيرية من بينها اسقاط الجرعة السعرية الجديدة التي اقرتها حكومة الوفاق التي لم توفق يوما في إدارة ملف على الإطلاق واعضاؤها الموالون للرئيس هادي لا زالوا حتى اليوم عقبة وعبئا على التحالف العربي في الوصول الى نصر قريب ومضفّر على مليشيات الانقلاب المدعومة من إيران .

واختزالا للأحداث التي عاش تفاصيلها الكثير منّا ؛دخل الحوثيون #صنعاء وبسطوا سيطرتهم عليها بعدها بأيام وعبر شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام المساندة للحوثيين أعلن كبيرهم عبد الملك الحوثي انقلاب جماعته  على مشروع الجنوب وحراكه السلمي بل تعدى ذلك دعوته الى تعميد الوحدة اليمنية بصيغتها العفاشية القديمة داعيا للدفاع عنها ؛ وقال نصّا قالبا ضهر المجن للجنوب "بأننا مع مظلومية الجنوبيين وهي إشارة الى أن القضية الجنوبية ليست ذا بعد سياسي بل هي قضيّة حقوقية يمكن حلها برد المظالم وهو مضمون ذات الخطاب الذي داب صالح على ترديده لسنوات .

هذا التحول الكبير في موقف الحوثيين تجاه القضية الجنوبية أسقط كل اقنعتهم التي كان البعض من أبناء الجنوب لا زالوا يعتقدون بأن لتلك الجماعة عهدا وميثاقا.

بعد تمكن الجماعة من السيطرة على صنعاء لم يقف النكث الحوثي حد التنكر لحق الجنوبيين السياسي في تقرير مصيرهم المكفول بالمواثيق الدولية بل تجاوزوها الى إرسالهم مئات المسلحين من كتائب الحسين لمساندة العميد عبد الله ضبعان المتهم الرئيس في قصف سرادق عزاء بقذائف الدبابات في بلدة سناح في محافظة  الضالع وهو القصف الذي أوقع العشرات من القتلى والجرحى من المواطنين بينهم أطفال ؛ وشاركت كتائب الحسين  معه في قصف وقتل أبناء الضالع محاولين الوصول الى عدن التي دخلوها عبر محوري تعز أبين ضمن خطة إسقاط المدينة من الداخل بواسطة ألوية الجيش المتواجدة منذ حرب 94 في عدن وبقية محافظات الجنوب هذه الالوية التي سرعان ما تحوث افرادها وقادتها وضباطها معلنين بيعتهم لسيد مران وعصيانهم الصريح لأي امر صادر من الرئيس هادي .

وشاءت بعدها مشيئة القدير وفي ليلة مباركة أن أعلنت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية انطلاق عاصفة الحزم التي من خلالها تمكن الجنوبيون وبتضحيات جسام وبدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة من تحرير ارضهم ودحر الغزاة عنها ليسود بعدها  اعتقاد لدى العديد من أبناء الجنوب بأن الحوثيين قد حفظوا الدرس وأنهم لن يعيدوا الكرّة او حتى مجرد  التفكير بغزو الجنوب مجددا ؛ وهذا الكلام صحيح الى حد بعيد حال كانت جماعة الحوثي تحارب بمعزل عن  المشروع الفارسي التوسعي المرسومة أهدافه الاستراتيجية  في أروقة الحرس الثوري الإيراني منذ سنوات وسنوات .