جرائم الإخوان في تعز.. توثيقٌ ومطاردة
بعدما ارتكبت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية جرائم عديدة ضد المدنيين في محافظة تعز، أصبحت هذه الانتهاكات محاصرة وموثقة ومطاردة.
ففي الساعات الماضية، أصدرت نيابة تعز توجيهًا لشرطة جبل حبشي بالقبض على قائد الكتيبة السابعة في اللواء 17 مشاة التابعة لمليشيا الإخوان المدعو عمر علي سلطان.
ووجهت النيابة إلى المدعو سلطان وعدد من قواته اتهامًا بقتل المواطن عز الدين عوض ناجي فارع يوم الثلاثاء الماضي خلال عودته بجبهة الأشروح.
وطالبت النيابة قسم شرطة جبل حبشي بسرعة إحضار المتهمين وآلياتهم إلى النيابة في أقرب وقت ممكن.
في سياق متصل، قالت مصادر حقوقية لـ"المشهد العربي"، إنّ أفرادًا من اللواء 17 مشاة قاموا عقب الحادثة بترويج إشاعات بأن الضحية عز الدين عوض ناجي فارع، كان عائدًا من الجبهه ويرتدي بزة عسكرية، مشيرين إلى أنّ من بادروا بإطلاق النار عليه ظنوا أنه أحد عناصر مليشيا الحوثي.
ونفت الصور التي حصل عليها "المشهد العربي" للقتيل كل الروايات، حيث أثبت أنه كان يرتدي زيًّا مدنيًّا ولم يكن مسلحًا.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى إقدام قائد الكتيبة السابعة في اللواء 17 مشاة التابع لمحور تعز الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان على قتل مواطن بدم بارد، بحسب مصادر قالت إنّ المواطن عز الدين عوض ناجي فارع لقي مصرعه على يد قائد الكتيبة السابعة في اللواء 17 مشاة، المدعو عمر علي سلطان في جبهة لشروح.
وعن تفاصيل الحادثة، أوضحت المصادر أنّ "عز الدين" الذي يعمل في مجال البناء توجه برفقة أربعة أشخاص من أبناء قريته إلى منطقة بني بكاري في جبل حبشي القريبة من جبهة لشروح، موضحةً أنّه في منتصف الطريق جرى توقيفهم من قبل أفراد الجبهة حيث تم مطالبتهم بالعودة .
ولفتت المصادر إلى أنّه عقب رحيل العمال قام قائد الكتيبة السابعة المدعو عمر سلطان وأحد مرافقيه بإطلاق النار عليهم من الخلف، مشيرةً إلى أنّه سقط على إثرها عز الدين عوض ناجي قتيلاً برصاصة أصابته في القلب.
وبحسب شهود عيان، فإنّ المدعو عمر سلطان لم يسمح بمحاولة إسعاف عز الدين حيث قام بإطلاق النار على من يحاول إسعافه، حتى فارق الحياة.
وأكّد شهود العيان أنّ أحد الأطقم التابعة للكتيبة قامت بحمل الجثة ورميها في ثلاجة المستشفى العسكري، كما قام قائد الكتيبة باختطاف الباقين واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
ولفتت المصادر إلى هذه الجريمة هي الثالثة التي يرتكبها المدعو عمر سلطان بحق أشخاص من أبناء منطقة لشروح، دون أن تحرك قيادة المحور ساكنًا تجاه ذلك.
الجرائم الإخوانية المستعرة في تعز جاءت في وقتٍ كثّف فيه حزب الإصلاح من تفاهماته وعلاقاته مع المليشيات الحوثية، وهو تقاربٌ يدفع المدنيون ثمنه الأبشع.
وكشفت مصادر محلية عن تنسيق متكامل بين مليشيا حزب الإصلاح والمليشيات الحوثية، حيث تعمل المليشيات الإخوانية على تجميع أبناء تعز وتختطفهم وتخفيهم داخل السجون، ثم تقوم المليشيات الحوثية بقصفهم وقتلهم في وقتٍ لاحق.
وقصفت مليشيا الحوثي بقذيفة سجن إدارة الأمن مما تسبب في مقتل وجرح عدد من المخطوفين داخل السجن، كاشفةً عن سماع صرخات واستغاثات وسيارات الإسعاف وهي تهرع إلى داخل مقر إدارة الأمن بعد الضربة والتي تأكدت منها المصادر أنها وقعت فوق سجن إدارة الأمن الذي يحتوي على مختطفين ومخفيين من المدنيين الذين اختطفتهم مليشيا حزب الإصلاح من المنازل والشوارع بمدينة تعز.
وتواصل محافظة تعز دفع ثمن خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية والحوثية، حيث أصبحت المحافظة مرتعًا لفوضى أمنية عارمة على مدار الأشهر الماضية.
صناعة الفوضى الأمنية هو عمل أجادته المليشيات الإخوانية من أجل تعزيز هيمنتها على المناطق الخاضعة لسيطرتها، في سياسة تحاكي كثيرًا ما تقدم عليه المليشيات الحوثية في المناطق التي تحتلها هي الأخرى.
ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.
وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.